قال الاتحاد الدولي للاتصالات، في تقرير له إن المساواة في النفاذ إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات (ICT) يمكن أن تنقذ الأرواح في حالات الطوارئ، بما فيها حالات الجوائح، وعلى العكس من ذلك، تمنع الفجوة الرقمية بين الجنسين المرأة من أن تصبح من أصحاب المصلحة المتساويين في المجتمع، مما يعرض مجتمعات بأكملها لخطر أكبر أثناء حالات الطوارئ.
وفي أعقاب الكارثة، تكون النساء أكثر ضعفاً وأكثر عرضة للوفاة من الرجال. ولجائحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة على النساء والفتيات إذ يشكلن غالبية العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما أنهن ممثلات تمثيلاً مفرطاً في الاقتصاد غير الرسمي ويتولين معظم الأعمال المنزلية – مما يزيد إلى حد كبير من أوجه عدم المساواة الموجودة من قبل.
وفي الوقت نفسه، تعتبر المرأة شريكة حاسمة في بناء القدرة على مواجهة الكوارث، غير أن مجموعة من الحواجز القائمة تحد من قدرتها على حماية نفسها والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالكوارث طوال مراحل دورة إدارة مخاطر الكوارث. وقدرة المرأة على النفاذ إلى المعلومات الدقيقة تؤثر تأثيراً مباشراً على بقائها وصمودها في مواجهة الكوارث، بل وتؤثر أيضاً على بقاء وصمود المجتمع عموماً.
وقال هولين زاو، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات: "إن هذا التقرير المشترك سيسهم مساهمة كبيرة في دمج احتياجات المرأة في الأطر الوطنية للحد من مخاطر الكوارث". وأضاف: "تهدف الممارسات الرشيدة التي يتضمنها التقرير، مثل إشراك النساء في جميع جوانب تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والحد من مخاطر الكوارث، إلى مساعدة صانعي القرار على ضمان حصولهن على الأدوات الرقمية التي يمكن أن تؤدي دوراً هاماً في سلامتهن وأمنهن، وسلامة وأمن أسرهن ومجتمعاتهن المحلية."
ووفقاً للتقرير، لا يزال احتمال استخدام النساء للإنترنت أقل بنسبة 17% بالمقارنة مع الرجال، مع وجود فجوة أوسع في أقل البلدان نمواً. كما أن احتمال امتلاك النساء في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل للهواتف المحمولة أقل بنسبة 10% بالمقارنة مع الرجال. والفجوة بين الجنسين على الصعيد العالمي في امتلاك الهواتف المحمولة هي على أوسع نطاق في جنوب آسيا.
وقالت إنريكا بوركاري، كبيرة موظفي المعلومات ومديرة التكنولوجيا في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الاتصالات في حالات الطوارئ: "النفاذ إلى تكنولوجيات المعلومات والاتصالات يؤدي دوراً محورياً في إدارة حالات الكوارث والطوارئ. وهو أمر حيوي يتيح للناس تلقي الإنذارات المبكرة، والمعلومات الدقيقة والمساعدة الإنسانية أو حتى مجرد الاتصال بأحبائهم." وأردفت قائلة: "وترك النساء والفتيات خارج حلقة الاتصال هذه له تأثير كبير غير مباشر يضع الملايين من الأرواح في خطر."
ويبحث التقرير تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الرجال والنساء في نفس البيئة ومع توفر نفس البنية التحتية.
وقالت دورين بوجدان-مارتن، مديرة مكتب تنمية الاتصالات بالاتحاد: "إن عدم المساواة بين الجنسين تظهر في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكذلك في تصميمها وتطويرها وإطلاقها – والأهم من ذلك، في كيفية استخدامها في إدارة مخاطر الكوارث." وأضافت قائلة: "ومع ذلك، فإن وضع هذه التكنولوجيات في الأيدي المناسبة يمكن أن يغير كيفية استعداد النساء ومجتمعاتهن للكوارث والتصدي لها والتعافي منها."