قال رجل الأعمال عمر صبور نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن الجسر البرى المزمع إنشائه للربط بين مصر والسعودية، يعتبر بادرة أمل لحل أزمة السياحة فى مصر، بجانب فوائده التجارية والاقتصادية والتى سيستفيد منها خاصة مشروع محور تنمية قناة السويس والمدن السياحية بسيناء، حيث سيفتح الباب لعودة السياحة العربية لمصر.
وأضاف صبور، أن هناك 3 اشتراطات لضمان نجاح الجسر فى تحقيق فوائده الاقتصادية؛ أولها اشتراط أن يكون منزل الجسر داخل مصر بعيدا عن المدن السياحية، وثانيا مراعاة عدم تدمير الشعب المرجانية خلال بناء الجسر، لأنها أحد المنتجات التى نبيعها للسياح، أما الشرط الثالث وهو الأهم تشجيع المستثمر السعودى من خلال تعديل القوانين بما يسمح له حق التملك بسيناء مع مراعاة بعد الأمن القومى.
وتابع: "هناك عدد كبير من المستثمرين العرب غاضبين من منعهم من عدم تملك استثماراتهم بشرم الشيخ، ومن بينهم مصريين مزدوجى الجنسية، أو ابنائهم مزدوجى الجنسية وهو ما يمنعهم من توريثهم".
وأكد صبور، أنه لا يتوقع حل أزمة السياحة خلال العام الجارى، مضيفا "تقديراتى أن عام 2016 ستنتهى بدون سياحة"، موضحا أن أغلب السياح يخططون لحجز رحلاتهم قبلها بشهرين، وفى حالة رفع الحظر سيكون أغلبهم حجز رحلاته فى دول أخرى، بجانب أن شركات الطيران العارض أعادت توزيع طيرانها على الأسواق الأخرى، وعند رفع الحظر لن تعيد توزيع طائراتها فى الحال.
وقال صبور، فى مقابلة مع "انفراد"، أن أزمة السياحة بدأت منذ عام 2011، ولكن حادث الطائرة الروسية حولها من أزمة إلى كارثة، مشيرا إلى أنه مع تراجع معدلات السياحة منذ ثورة يناير وفى ظل قلة حجم الطلب بالنسبة للمعروض، أدى ذلك إلى هبوط الأسعار، وفى نفس الوقت ارتفعت تكلفت التشغيل والتى جاء بعضها نتيجة قرارات حكومية، وأخرى زيادة طبيعية.
وأضاف أن العوامل السابقة أدت إلى انهيار السياحة بالمدن السياحية خاصة شرم الشيخ، حيث أغلقت نصف الفنادق حاليا بالمدينة، وتابع:"حتى الفنادق التى علقت عملها فأنها تخسر لأنها تتحمل أعباء الصيانة الدورية وتكاليف الحراسة حتى لا تتعرض المنشآت للسرقة".
وأشار صبور، إلى أنه رغم أزمة السياحة الحالية، وما تسببه من أضرار سواء على نحو 9 مليون مصرى يستفيد منها أو تأثيرها سلبيا على توافر الدولار، إلا أن الحكومة لا تقدم للمستثمر أية حوافز للاستثمار أو الابقاء على استثماراته، مضيفا أن الجهات الحكومية المختلفة تلاحق المستثمر السياحى بالمطالبات سواء ضرائب عقارية أو معاشات دون أن تنظر لحجم المعاناة التى يواجهها، وكأنها تعيش فى معزل عنه.
ولفت صبور، إلى أن الإعلام المصرى يتهم المستثمرين المصريين بعدم الابتكار، متسائلا:"كيف نبتكر فى تقديم منتجات جديدة، ونحن نواجه دائما مطالبات تشغلنا عن العمل"، مضيفا:"لو قارنت الوقت الذى يقضيه أى رئيس تنفيذى فى مصر مقارنة بنظيره فى دولة أخرى..ستجده فى الخارج أمامه الوقت للابتكار أما نحن فى مصر فمشغولين بالرد وحل المشكلات".
وحول تقييمه لأزمة السياحة عقب سقوط الطائرة الروسية، أكد صبور، أن سبب الأزمة سياسى وليس أمنى، مضيفا أن هناك دول تحاول الضغط بشكل معين على مصر من خلال تعليق السفر عليها، أما ما قبل الطائرة فلم يكن سببا أمنى أو سياسى ولكنها كانت ثورة شعبية تسبب فى حالة من عدم الاستقرار السياسى وبالتالى مخاوف لدى السياح من زيارة مصر.
وأشار صبور، إلى أن الإعلام الغربى ساهم بشكل كبير فى أزمة السياحة، حيث روج أن الحرب فى سيناء وليس فى شمالها فقط، وهو ما يخلق انطباع لدى السائح بأن الحرب فى شرم الشيخ وأنها غير آمنة ولذلك يحجم عن زيارتها.