بحث المؤتمر العالمى لمنظمى الاتصالات GSR2016 والذى نظمه الاتحاد الدولى للاتصالات ITU، بمدينة شرم الشيخ الذى اختتم أعماله أمس وحظى برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، الكثير من الملفات الهامة كانت أبرزها قضايا التمكين والشمول لبناء المجتمعات الذكية فى عالم متصل، وتعظيم المشاركة والتعاون بين القطاعين الحكومى والخاص ودور التكنولوجية فى تحقيق التنمية إضافة الى تمكين ذوى الاحتياجات الخاصة.
وأوضح هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات، أن الملايين بالدول النامية لا يستطيعون النفاذ إلى الإنترنت لذلك نسعى لتحفيز الاستثمار بهذا المجال فى هذه الدول إضافة لاتخاذ اجراءات تخص الأمن "السيبرانى" لحماية الدول من اعتداءات بالنظام الفضائى.
وذكر الأمين العام أن الاتحاد يناقش أمن البيانات وحرية التعبير حيث يولى المجتمع الدولى رعاية لهذا الأمر ويحرز تقدما وسط بعض صعوبات، كما تم عقد العديد من المؤتمرات لحماية أمن الشبكات و المعلومات ولكن الامر يحتاج عمل وتعاون دولى بين البلدان وليس مسؤولى الاتصالات فقط، فالأمر معقد ونحن ندرك ذلك.
وأضاف أن تكنولوجيا المعلومات تلعب دورا هاما فى توصيل الأفراد لاسيما من المحرومين من الحصول على الخدمات البنكية وهو ما يسمى بالشمول المالى، إضافة إلى تمكين الأفراد ذوى الإعاقة بأن يعيشوا حياة سليمة بالاعتماد على التكنولوجيا وأيضا تمكين المرأة.
ووفقا لبعض الدراسات فإن 75% من الفقراء لا يتعاملون مع البنوك بسبب ارتفاع التكاليف، وبعد المسافات، والمتطلبات المرهقة فى غالب الأحيان لفتح حساب مالى.
ويرتبط "عدم التعامل مع البنوك" بالتفاوت فى مستويات الدخل فاحتمال أن يكون لأغنى 20 فى المائة من الشباب فى البلدان النامية حساباتٌ بنكية رسمية يزيد بأكثر من الضعفين عن أفقر 20 فى المائة.
من جهة أخرى كشف المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن المشاركة بالمؤتمر كانت الأكبر فى تاريخه حيث شارك به نحو وفود من 90 دولة بأعداد كبيرة للغاية.
وقال القاضى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن المؤتمر ناقش كيفية تحقيق الشمول المالى حيث يوجد نحو مليارى شخص بالعالم غير موصلون بالخدمات البنكية، كما أكد أهمية تطوير الخدمات والبنية التكنولوجية من أجل تحسين معيشة المواطنين اعتماد على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إضافة إلى تمكين ذوى الاحتياجات الخاصة وتوصيل التكنولوجيا بالمناطق المحرومة.
وأشار القاضى أن المؤتمر خرج بصورة مشرفة أمام العالم حيث كان هناك جهد ودعم كبير من مختلف الجهات فى هذا الاتجاه.
كان إبراهيم سانو، مدير مكتب تنمية قطاع الاتصالات فى الاتحاد الدولى للاتصالات، قد أكد أن نحو 140 دولة فى العالم نشرت خدمات الجيل الرابع للمحمول، مشيرا إلى أن الجيل الخامس للمحمول تعد بإتاحة بعض الفرص تتعلق بإنترنت الأشياء ونحو الاتجاه لعالم متصل، لافتاً إلى أن النطاق العريض وتقارب الخدمات والجيب الجديد معظم محادثتنا نحو عالم يتطور.
وأضاف "سانو"، أن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعد أساس التنمية، موضحا أن العالم الرقمى القائم على التوصيل والخدمات ينمو بقوة وبشكل متزايد، مثل الابتكار على كافة المستويات، ومنها السيارات المتصلة والمدن الذكية والجهات التى تغير التكنولوجيا منظومتها.
وأكد أنه يوجد مليارا شخص فى الدول النامية محرومون من هذا القطاع، فالأمر يحتاج أيضاً إلى اعتماد تشريعات بالتعاون مع القطاع المصرفى والبنكى.
وأثنى "سانو" على استراتيجية مصر فى التنمية بالاعتماد على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، خاصة فيما يتعلق بتمكين الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة.