عقدت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" ملتقى عبر الإنترنت لشركات تكنولوجيا والبرمجيات تحت عنوان "التحول الرقمي.. محور لاستدامة معدلات الأداء العالية". ويهدف الملتقى الذي نظمته الهيئة، من خلال مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات SECC، نقل أفضل الممارسات التي يجب أن تتبناها المؤسسات في رحلة التحول الرقمي، وكلك القيمة الحقيقية التي يمكن أن تقدمها أي مؤسسة من خلال تحولها إلى منظمة ناضجة رقميًا. وتناولت جلسات الملتقى التعريف بأدوات التحول الرقمي ودوره المحوري في استدامة نمو أعمال المؤسسات والحفاظ على أعلى معدلات الأداء، وذلك من خلال عدد من الخبراء المتخصصين في مجال البرمجيات.
وتضمنت فعاليات الملتقى تكريم الشركات التي حصلت على شهادات واعتمادات دولية والتي يمنحها المركز واستعراض لبعض قصص النجاح والاستفادة من تجاربهم في تحقيق معدلات أداء متميزة خلال رحلة التحول الرقمي الخاصة بهم ومنهم شركة "إي فاينانس"، وشركة "أكت" وشركة "كود لاب" وشركة "إم تي إس" وشركة "ميديونت" من السعودية وعدد كبير من الشركات الصينية.
وأوضح المهندس عمرو محفوظ، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن العالم يشهد اهتمام غير مسبوق وإقبال هائل على خدمات تكنولوجيا المعلومات ومنتجات البرمجيات، نتيجة جائحة كورونا والتي غيرت الكثير من أنماط العمل ودفعت مختلف القطاعات نحو الخدمات الرقمية وتبني المعاملات الالكترونية، مما يضع المزيد من المسئولية والالتزام على شركات البرمجيات المصرية وضرورة جاهزيتها للفرص الهائلة التي أتاحتها الجائحة لقطاع تكنولوجيا المعلومات.
عمرو محفوظ رئيس ايتيدا
وأكد محفوظ أن العديد من التقارير العالمية أشادت باستجابة وقدرات البنية التحتية في مصر والاستعداد الرقمي لمقدمي خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات، مقارنة بنظيراتها من الدول التي تقدم تلك الخدمات، مشيراً إلى تفوق مصر على دول كبرى مثل الهند في الاستجابة للظروف الحالية والمرونة والتكيف السريع لمقدمي الخدمات في مصر وهو ما سنسعى لاستغلاله في جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع التعهيد.
وأشار محفوظ إلى أن 70% من المؤسسات العالمية بدأت بالفعل بتسريع مبادراتها المتعلقة بالأعمال والخدمات الرقمية، بينما يتوقع 67% منهم زيادة في الميزانيات المرصودة للتكنولوجيا بنسبة 7٪، وذلك طبقاً لنتائج أخر مسح أجرته شركة جارتنر العالمية لرؤساء مجالس الإدارات لعدد من المؤسسات والشركات العالمية.
وأكد محفوظ أن مصر تشهد طفرة في عمليات التحول الرقمي خاصة مع حرص الدولة على بناء مصر الرقمية، حيث ألقى الضوء على جهود وزارة الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات والهيئة من خلال عدد من المحاور الاستراتيجية ومنها مساعدة الشركات المحلية على تطوير قدرتها على إدارة مشروعات التحول الرقمي وبناء فرق عمل محترفة في تنفيذ وتسليم وإدارة المشروعات ومثال على ذلك مبادرة "فرصتنا رقمية" واللي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع الهيئة.
وأضاف أن الهيئة تعمل أيضا على محور بناء الانسان المصري حيث تستهدف تطوير المهارات الرقمية ورفع قدرات الشباب في المجالات التكنولوجية المختلفة ومن ضمن برامجها المعنية بذلك مبادرة "مستقبلنا رقمي" التي تستهدف بناء قدرات 100 شاب مصري في مجالات تطوير الويب وتحليل البيانات والتسويق الرقمي بالتعاون مع شركة "يوداسيتي" العالمية.
كما أشار محفوظ إلى الدور الذي تلعبه الهيئة في تحفيز الابداع التكنولوجي ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب بهدف خلق جيل من رواد الأعمال قادر على ابتكار حلول غير تقليدية للمشكلات المجتمعية من خلال الإبداع في مجالات التكنولوجيا المختلفة، حيث أوضح أنه جاري تنفيذ مشروع لنشر مراكز إبداع مصر الرقمية في مقرات الجامعات في عدد من المحافظات وتم بدء العمل في خمسة أفرع خلال شهر أكتوبر الجاري وسيتم تشغيل مركزين اخرين مع نهاية العام الحالي.
وأثنى القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة على الدور المحوري الذي يلعبه المركز كمنظمة رائدة تعمل على تعزيز جودة وكفاءة ومستوى الابتكار في شركات تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات المصرية، ونشر الوعي وتسريع عمليات تبني الشركات المحلية للتكنولوجيات والمنهجيات الحديثة طبقاً للمقاييس العالمية في مجال صناعة البرمجيات.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسام عثمان، مدير المركز ونائب رئيس الهيئة على نجاح المركز في التوسع في رقعة أعماله حيث بدأ في تقديم خدمات الاستشارات الفنية لشركات البرمجيات وتقييم مستوى أدائها الفني خارج البلاد، ليشمل دول الخليج العربي وشمال أفريقيا وأسيا، وذلك بواسطة مجموعة من خبرائه المعتمدين.
حسام عثمان نائب رئيس الهيئة
وأوضح أن خبراء المركز يتولوا إجراء خدمات التقييم في كلًا من مصر والسعودية وسوريا والكويت والإمارات العربية المتحدة والصين وبنغلاديش وكندا للوصول إلى المستويان الثاني والثالث من تكامل نموذج نضج القدرات (CMMI) للخدمات والتطوير.
وأشار عثمان إلى قيام المركز بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات بعملية تقييم شاملة للقدرات الرقمية والفنية للجامعات الحكومية ودراسة جاهزيتها للتحول الرقمي طبقاً لنموذج المركز للبنية المؤسسية للجامعات الذكية، وذلك في إطار استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدفع عمليات التحول نحو المجتمع الرقمي من خلال دمج وتوظيف تكنولوجيا المعلومات في مختلف القطاعات.
ويولي المركز اهتماما كبيرًا بتأهيل الشركة لعمليات التحول الرقمي حيث قام مؤخراً بتقديم 46 ورشة عمل "أونلاين" ضمن سلسلة الدورات التدريبية للقيادات الحكومية على التطبيقات التكنولوجية للتحول الرقمي في المعاملات بين الجهات الحكومية والمواطنين، حيث استفاد من هذه الدورات حتى الأن 1508 متدرب مع التركيز على والتي تعزز التواصل والتفاعل بين مطوري البرمجيات وخبراء إدارة مشروعات تكنولوجيا المعلومات.