حقق الجنيه المصرى مكاسب قوية أمام الدولار الأمريكي خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالى 2020 بلغت نحو 35 قرشا، بدعم نجاح السياسة النقدية للبنك المركزي المصري، والتي أدت إلى زيادة التدفقات النقدية من خلال تحويلات المصريين في الخارج عبر القنوات الرسمية لها، فضلا عن النجاح في الحصول على تمويلات من صندوق النقد الدولي والأسواق الدولية بقيمة تجاوزت 10 مليارات دولار ما عوض الاقتصاد عن تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وهبط متوسط سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري من 15.99 جنيه للشراء و16.09 جنيه للبيع في الأول من يناير 2020 إلى 15.64 جنيه للشراء و15.74 جنيه للبيع في 31 أكتوبر 2020.
وقال مصرفيون إن "الأداء القوي للجنيه المصري خلال العام الحالي 2020 رغم ما تشهده الأسواق العالمية من تقلبات حادة يعكس الثقة في الاقتصاد المصري ونجاح السياسات الاقتصادية والنقدية المتبعة، والتي أدت إلى ارتفاع التدفقات النقدية من العملات الصعبة على البنوك، بجانب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة".
وقال محمد فتحي الخبير المصرفي إن "ارتفاع الجنيه أمام الدولار يرجع إلى الأداء القوي للاقتصاد المصري في مواجهة كورونا والتحسن الملموس في الوضع الاقتصادي وتحسن الموارد الأجنبية نتيجة حزمة الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري لتقليص الآثار السلبية لفيروس كورونا، وارتفاع تدفقات المحافظ وصمود الاحتياطي من النقد الأجنبي خلال الأشهر الأخيرة، إذ ارتفع صافي الاحتياطيات الدولية خلال 4 أشهر منذ يونيو الماضي، ليسجل 38.425 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2020".
وأشار إلى أن السوق المصرية شهدت منذ منتصف يونيو الماضي عودة قوية للمستثمرين الأجانب لضخ استثماراتهم في سوق المال المصرية، وانتعشت استثمارات الأجانب في أذون الخزانة المصرية لتتجاوز 21 مليار دولار، منوها بأن تحويلات المصريين العاملين بالخارج لها دور كبير في زيادة حجم الاحتياطي الأجنبي وتحسن أداء العملة خلال الفترة الماضية.
وأعلن البنك المركزي المصري ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج لمستوى تاريخي خلال العام المالي 2019 - 2020 لتصل إلى 27.8 مليار دولار بزيادة بلغت نحو 11% عن العام المالي السابق.
وذكرت وكالة (بلومبرج) العالمية للأنباء أن الجنيه المصري يعد ثاني أفضل العملات أداءً مقابل الدولار هذا العام، فيما قالت مؤسس (فيتش) للتصنيف الائتماني أن الجنيه المصري يعد واحدا من أفضل عملات الأسواق الناشئة رغم تراجع عملات الأسواق الناشئة بشكل حاد.