يعانى أصحاب الأعمال غير المنتظمة، أو العمالة الحرة، من غياب أقل معايير السلامة والأمان، كما أنهم يمارسون أعمالا منهكة تتطلب مجهودا بدنيا ضخما يستنزف قواهم البدنية، ويوجد نسبة كبيرة من العمالة المصرية، التى تعمل باليومية، أو بصفة موسمية، لا تتمتع بغطاء تأمينى يُذكر، ويتسم مستقبل أسرهم بالضبابية عند تقاعدهم إجبارياً، بسبب الحوادث أو إصابات العمل، أو التقدم فى العمر، أو الوفاة، تاركين أسرهم دون معاش أو مدخرات.
وتشمل العمالة الحرة جميع الفئات التى تعمل بدون أى غطاء تأمينى مثل موزعى الصحف، والعمالة الموجودة فى بنزينة السيارات والباعة الجائلين ،عمال المقاولات، السباك، والنقاش، والبواب، والخفراء، وسائقى التاكسى والميكروباص والباصات، والباعة فى المحلات، وتوصيل الطلبات، وعامل المحارة، والخدمات بالإضافة للعمالة الزراعية، وغيرها من العمالة التى تعيش على قوت يومها أو تتقاضى أجرة يومية أو أسبوعية أو شهرية بعيدا عن منظومة التأمين.
وإنشاء نظام تأمينى للعمالة الحرة أو اليومية أو الموسمية، سوف يؤدى إلى حفظ حقوق العمال، ويحقق لهم أقصى استفادة فى تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير حياه كريمة فى حالة تعرضهم للحوادث أو لأسرهم فى حالة الوفاة، ويتضمن النظام التأمينى المقترح لهذه الفئات توفير شهادات إدخارية ذات مزايا تأمينية مخصصة للعمالة الحرة من سن 18 إلى 59 عاماً، بفئات تتراوح من 500 إلى 2500 جنيه تُسدد مرة واحدة وتُستحق قيمتها فى حالات الوفاة الطبيعية أو بحادث بمقدار يتراوح من 50 إلى 250 ألف جنيه، أو بمنح معاش شهرى لمدة ما بين 5 إلى10 سنوات بمقدار يتراوح من 1000إلى 300جنيه، ويعد هذا النوع من التأمين أحد اشكال التأمين متناهى الصغر، الذى يغطى فئات المجتمع البسيطة والذى يقدم من خلال جمعيات وشركات التمويل متناهى الصغر.
ومن جانبه يوصى الاتحاد المصرى للتأمين بضرورة ابتكار وطرح شركات التأمين لمنتجات تأمينية جديدة تخدم محدودى الدخل، والمواطنين المصريين البسطاء سواء للتأمين على العمالة الموسمية أو التأمين على المشروعات متناهية الصغر، ويدرس الاتحاد البدائل والاختيارات المتاحة لخدمة شرائح المجتمع المختلفة وتوفير مقترحات تأمينية جديدة، مقابل قسط زهيد ومنها إنشاء مجمعة للتأمين على العمالة الحرة وتوفير بدائل لكيفية التنفيذ والتمويل، خاصة وأن المجمعات التأمينية تحتاج الى تمويل ضخم، فى ظل مواجهة بعض المخاطر وأسوة بمجمعة الأخطار النووية ومجمعة السكك الحديدية.