تمثل ريادة الأعمال أحد الخطوات الاقتصادية التي تسعى الدولة لتنميتها بين المجتمع، ولذلك أكد مشروع رواد 2030 عددا من النقاط الأساسية التي توضح دور ريادة الأعمال في المرحلة الحالية، مشيرا إلى أنه ليس من العسير إدراك تلك العلاقة بين ريادة الأعمال ورفع جودة الحياة، فهي موجهة أصلًا إلى أبعد من مجرد الحصول على الربح، وأهدافها الحقيقية ماثلة فيما وراء عالم الأعمال ذاته. وبالتالي فهي عملية ديناميكية لا تعمل على زيادة الثروة فحسب، وإنما صنع قيم ومعطيات جديدة تسهم في تحسين جودة الحياة ورفع مستوى الرفاهية بشكل عام.
وتعمل ريادة الأعمال على استخدام الموارد غير المستغلة والعمالة ورأس المال بشكل أكثر كفاءة، وهو ما يعود على المجتمع والاقتصاد بمنافع جمة. أما في الريادة الاجتماعية فإننا نلحظ الأثر الاجتماعي على نحو أكثر وضوحًا؛ إذ يكون الهدف هو حل مشكلة تواجه المجتمع، وتسهيل حياة أفراده.
س . ما هو دور ريادة الأعمال في النمو الاقتصادى ؟
ج . تظهر العلاقة بين ريادة الأعمال ورفع جودة الحياة جلية من خلال قدرة المشاريع التجارية على إنشاء منتجات وخدمات جديدة، وتوليد فرص عمل جديدة، ما يؤدي في النهاية إلى تسريع التنمية الاقتصادية. كما تعمل المشاريع الريادية على تعزيز الإنتاج باستخدام الموارد الحالية بأكثر الطرق فعالية، ويطور رواد الأعمال أسواقًا جديدة؛ من خلال إدخال منتجات وخدمات وتكنولوجيا جديدة ومحسنة، ومن ثم فهم يساعدون في توليد ثروة جديدة وإضافة المزيد إلى الدخل القومي.
س . ما دور ريادة الأعمال في خلق الوظائف ؟
ج . تسهم ريادة الأعمال، أيضًا، في توليد عدد كبير من الوظائف والفرص الجديدة من خلال المشاريع التي تطرحها، والمنتجات والخدمات التي تعمل على تقديمها.
إذًا تصنع ريادة الأعمال قدرًا هائلاً من الوظائف للمبتدئين، على وجه الخصوص، ما يعمل على تحويل أصحاب الوظائف غير المهرة إلى أصحاب مهارات، كما تقوم بإعداد وتوفير العمال ذوي الخبرة للصناعات الكبيرة.
تعتمد الزيادة في إجمالي العمالة في بلد ما إلى حد كبير على صعود ريادة الأعمال؛ لذا فإن دور ريادة الأعمال في توفير فرص عمل جديدة كبير جدًا، ومن ثم تحسين نوعية حياة المواطنين في المجتمعات التي تعمل فيها.
ومن المعروف أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي صاحبة اليد الطولى في توليد الوظائف، فأغلب الفرص الوظيفية التي تُطرح في السوق تُولدها شركات ناشئة.
س . كيف تنجح ريادة الأعمال في تحقيق الابتكار ؟
ج .من خلال الممارسات الصحيحة للبحث والتطوير، يجلب رواد الأعمال ابتكارات جديدة تفتح الباب لمشاريع وأسواق ومنتجات وتكنولوجيا جديدة.
ويلعب رواد الأعمال دورًا محوريًا في حل المشكلات التي لم تحلها المنتجات والتكنولوجيا الحالية بعد؛ عن طريق إجراء المزيد من البحوث، وتطوير الأعمال، وتوظيف أحدث الابتكارات.
ويمتلك رواد الأعمال؛ من خلال إنتاج منتجات وخدمات جديدة أو جلب الابتكار إلى المنتجات والخدمات الحالية، القدرة على تحسين حياة الناس؛ لذلك لا غرابة إن شددنا على عمق تلك العلاقة القائمة بين ريادة الأعمال ورفع جودة الحياة.
س. هل تنجح ريادة الأعمال في جذب الاستثمارات جديدة ؟
ج .يسهم رواد الأعمال، وبشكل أساسي، في جذب الاستثمارات الأجنبية، فأغلب هؤلاء لا يمكنهم تمويل مشروعاتهم، هم فقط يمتلكون الرؤية والفكرة، لكنهم لا يملكون المال اللازم لإطلاق مشروعاتهم أو توسيع نطاقها وبالتالي يسعون إلى جذب رؤوس الأموال والحصول على تمويل من المستثمرين، وهو الأمر الذي يتعدى نفعه مجرد رواد الأعمال ومشاريعهم الشخصية.
وإنما يمكن اعتبار هذه الأموال التي يُمول بها رواد الأعمال بمثابة ضخ دماء جديدة في شرايين الاقتصاد، وهو ما يعود بالنفع على الاقتصاد بشكل عام.
س . كيف تحقق ريادة الأعمال تنمية للمجتمع ؟
ج .يؤدي إدخال منتجات وخدمات جديدة إلى تقليل اعتماد سكان البلد على الطرق أو التقنيات التي عفا عليها الزمن، ما يفسح المجال لتحسين نوعية المعيشة.
ويمكن القول إن كل التغييرات التي حدثت على الصعيد الاجتماعي خلال العقود القليلة الماضية كان سببها عوامل اقتصادية في المقام الأول.