دعت مفوضية السفر الأوروبية، اليوم الأربعاء، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تسريع الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي من خلال الاستثمار في تنمية السياحة المستدامة كجزء من خططها الوطنية للتعافي والقدرة على الصمود.
وأصدرت المفوضية دعوة عاجلة للدول الأعضاء لجعل السياحة عنصرا استراتيجيا في خطط التعافي الوطنية الخاصة بها، ونشرت ورقة مفصلة تقدم قائمة من التوصيات الشاملة المتعلقة بالإصلاحات والأفكار الاستثمارية المتعلقة بالسفر والسياحة والتي من شأنها أن تساهم في تحقيق اقتصادات أكثر مرونة لدول الاتحاد الأوروبي وأن تكون أكثر استعدادا للاستجابة للفرص والتحديات المستقبلية.
قال الدكتور سعيد البطوطى، عضو مفوضية السفر الأوروبية، إن الغرض من ورقة التوصيات مساعدة الدول الأعضاء في صياغة خطط التعافي والقدرة على الصمود لضمان أن تخلق الإصلاحات والاستثمارات المقترحة بيئة مواتية يمكن للسياحة أن تتطور فيها بطريقة مستدامة ومرنة، وتستمر في خلق فرص العمل، وتعزيز التماسك وبناء الطريق نحو التعافي المستدام من الأثر الاجتماعي والاقتصادي لوباء COVID-19.
وأضاف البطوطى فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، أن من بين الإصلاحات المقترحة، دعوة حكومات الاتحاد الأوروبي إلى دعم مرونة أوروبا كوجهة سياحية رائدة في جميع أنحاء العالم من خلال الترويج لأوروبا كوجهة سياحية في كل من الأسواق الناضجة والناشئة، مشيرا إلى ضرورة توسيع الاتصال مع الوجهات طويلة المدى وتعزيز عملية الحصول على تأشيرة شنجن والمرونة، ودعوة جميع الدول الأعضاء إلى اتباع نفس النهج المتعلق بخدمات السفر والسياحة والبنية التحتية ذات الصلة والآفاق الاقتصادية بعيدة المدى.
وتضمنت التوصيات، تسريع اتصالات النقل الجماعي للركاب وإمكانية الوصول إليها وجاذبيتها بالنسبة للمقيمين والشركات والزائرين، وكذلك تسريع اتصال الوجهات السياحية والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم من خلال توفير أوسع تغطية متواصلة للمقيمين والشركات والزوار.
وأشارت التوصيات إلى ضرورة تمكين الجهات الفاعلة في مجال السياحة العامة والخاصة من خلال الأدوات الرقمية لتقديم حوكمة أفضل وتنويع المنتجات والتسويق، وإنشاء بنية تحتية رقمية لربط الجهات الفاعلة في مجال السفر والسياحة في القطاعين العام والخاص بالسلطات الصحية لتحسين التعاون من أجل خدمات أفضل.
وشددت على ضرورة الاستثمار في بيانات السياحة الذكية وبنيتها التحتية الرقمية اللازمة لاستخدام جميع الجهات الفاعلة في قطاع السفر والسياحة، والاستثمار في محطات الحافلات وربط الخدمات بين المدن عن طريق خدمات التنقل المحلية لجعلها أكثر جاذبية وتعزيز إزالة الكربون من وسائل النقل، وكذلك ربط المناطق الساحلية بالمناطق النائية.
يذكر أن قطاع السياحة في الاتحاد الأوروبي يمثل أكثر من 9.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لـ 22.6 مليون شخص وله تأثير مباشر على النقل والتجارة وصناعة الأغذية الزراعية والاقتصاد الأوسع،وكل 1 يورو من القيمة الناتجة عن السياحة ينتج عنه 56 سنتا إضافية من القيمة المضافة في التأثيرات غير المباشرة على الصناعات الأخرى.