أكدت حاكمة منطقة "نينجشيا" الصينية لوى هوى أن العلاقات المصرية - الصينية دخلت مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادى والتجارى وغيرها من المجالات، وأن العلاقات تشهد تطورات ممتازة فى ضوء أن الصين أصبحت أكبر شريك تجارى لمصر؛ بتبادل تجارى تخطى 12 مليار دولار فى عام 2015.
جاء ذلك خلال فعاليات معرض الصين والدول العربية "إكسبو" بالقاهرة، اليوم الاثنين، الذى يعرض منتجات منطقة نينجشيا الصينية ذاتية الحكم لقومية "هوي" المسلمة، تحت تنظيم حكومة المنطقة ووزارة التجارة والصناعة المصرية، بحضور رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عصام شرف.
وأشارت لوى هوى إلى أن منطقة نينجشيا الصينية تقع فى محطة مهمة على طريق الحرير، وتعد قناة مهمة للتجارة وإقامة الأعمال وإقامة المشروعات بين الشرق والغرب، فضلًا عن كونها منطقة جذب سياحي؛ إذ تتمتع بمناخ مستقر، وتحترم جميع القوميات، وفيها مزارات متميزة فى الكهوف وغيرها، منوهة باستضافة منطقة نينجشيا الحوار بين الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب فى المنطقة العربية، والمعرض الصينى - العربى.
ولفتت إلى أن هذه المنطقة تمتلك موارد كبيرة وثروات طبيعية غنية، علاوة على انتظام الرى بها؛ ما نتج عنه تفوقها فى إنتاج المحاصيل الزراعية، فضلًا عن كونها منطقة لتنمية التجارة داخل الصين، وقد وافقت الحكومة الصينية على بناء شبكات برية وجوية لمنطقة نينجشيا.
وأكدت لوى هوى أن منطقة نينجشيا تقدم الخدمات عالية الجودة للمستثمرين، وهى مقر لمعرض الصين والدول العربية؛ ما نتج عنه تعاون مثمر بين الجانبين، مشددة على التعاون الممتاز مع مصر فى كافة المجالات، إلى جانب وجود اتفاقية توأمة مع محافظة الفيوم.
من جانبها، أشارت وكيل أول وزارة الاستثمار المصرية إيفا صديق إلى أن هذا المعرض يتزامن مع الاحتفال بمرور 60 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، التى شهدت زيارات متبادلة مكثفة خلال الفترة الماضية؛ حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسى بكين عامى 2014 و2015، فيما زار الرئيس الصينى شى جين بينج القاهرة فى يناير الماضي، وهذا يعد دليلًا على حرص القيادتين على تعزيز العلاقات إلى أرقى المستويات.
ولفتت إلى أن الرئيس السيسى سوف يزور الصين فى سبتمبر المقبل لحضور اجتماعات مجموعة العشرين بعد اختيار بكين مصر ضيف شرف لهذا الحدث المهم، ويتم الإعداد لها على مستوى وزارى فى الوقت الحالي، منوهة بأن أهم المؤشرات الاقتصادية تفيد بأن عدد الشركات الصينية العاملة فى مصر بلغت 2164 شركة، باستثمارات تقدر بنصف مليار دولار، وبهذا تحتل الصين المرتبة 23 فى قائمة المستثمرين الأجانب فى مصر، معربة عن أملها فى أن تصبح الصين ضمن أكبر 10 دول مستثمرة فى مصر.
وقالت إيفا صديق إن اللجنة الرباعية المصرية - الصينية تتابع 15 مشروعًا ذات أولوية فى مجالات النقل والصناعة والطاقة، مشيدة بمنطقة التعاون الاقتصادى والفنى فى شمال غرب خليج السويس، التى تعد مثالا جيدا للتعاون، حيث تعمل شركة تيدا على تطويرها، ومن أهم المشروعات المقامة هناك شركة جيوشى للألياف الزجاجية برأس مال يقدر بنحو 520 مليون دولار على 3 مراحل؛ ما يجعل مصر ثانى أكبر مصدر للألياف الزجاحية فى العالم.
وأضافت أن المشروعات التنموية التى يجرى تنفيذها فى المرحلة الحالية تتضمن مشروع تنمية محور قناة السويس لتصبح مصر مركزًا لوجستيًا للتجارة والاستثمار فى العالم، ومشروع استصلاح الـ5ر1 مليون فدان، والعاصمة الإدارية الجديدة، وتنمية منطقة الساحل الشمالي، وإقامة مدينة العلمين.
وتابعت إيفا صديق أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بلغت 1ر4 مليار دولار فى العام المالى 2013 - 2014، فيما بلغ صافى الاستثمارات الأجنبية المباشرة 4ر6 مليار دولار فى العام المالى 2014 - 2015، وتهدف خطة الوزارة إلى الوصول بالاستثمارات إلى 10 مليارات دولار فى العام المالى 2016 - 2017.
من جهته، أكد سفير الصين بالقاهرة سونج آى قوه أن معرض الصين والدول العربية "إكسبو" يستهدف تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى مع مصر، مشيرا إلى الاحتفال بمرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التى فتحت آفاقًا جديدة للعلاقات الصينية مع الدول العربية والإفريقية،حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر والصين 12 مليارًا و900 دولار فى عام 2015، وبلغ حجم الاستثمارات المباشرة نحو 6 مليارات دولار؛ ما ساعد فى توفير فرص عمل كثيرة.
وأوضح أن الصين تعتبر مصر دولة صديقة وشريكة، وهناك زيارات مكثفة بين القيادتين المصرية والصينية، وتمت إقامة علاقات شراكة شاملة، ومبادرة الحزام والطريق التى تعد قناة للتواصل بين البلدين، لافتًا فى الوقت ذاته إلى إقامة مشروعات مشتركة فى ضوء خطة الحكومة المصرية للتنمية الاقتصادية بحلول عام 2030، مؤكدًا أن هذا المعرض يبحث الفرص المتاحة للتعاون بين مصر ومنطقة نينجشيا.
من ناحيته، رحّب رئيس الهيئة العامة المصرية لشؤون المعارض والأسواق الدولية محمد سامى بالشركات الصينية المشاركة فى المعرض الذى يعد فرصة جيدة للتعرف على السوق المصرية، ومد جسور التعاون والشراكة فى مجالات نقل التكنولوجيا وغيرها من المجالات مع الشركات المصرية؛ ما ينعكس بالإيجاب على التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.
وأوضح محمد سامى أن العلاقات المصرية - الصينية شهدت طفرة كبيرة فى كافة المجالات، فى إطار التعاون والشراكة والصداقة والود والاحترام والمصالح المبتادلة، مشيرا إلى أن هيئة المعارض تنسق مع الجهات المختصة الرسمية فى مصر لتنظيم مشاركة مصر فى معرض الصين والدول العربية الذى سوف يقام فى منطقة نينجشيا فى عام 2017.