قال توبياس أدريان، المستشار المالي ومدير إدارة الأسواق النقدية والرأسمالية فىصندوق النقد الدولي،إنه بعد اجتياز عام 2020، الذي ماج بالاضطرابات، أخيرا بدأ الاقتصاد العالمي يخرج من براثن أسوأ المراحل في جائحة كوفيد-19، وإن كانت الآفاق تتخذ مسارات شديدة التباعد عبر المناطق والبلدان – وفي فترة لم تتجاوز "عاما ضائعا" واحدا توقفت فيه الحياة، وكان من الممكن أن تصل الصدمة الاقتصادية إلى أسوأ من ذلك بكثير لو أن الاقتصاد العالمي لم يتلق الدعم غير المسبوق الذي قدمته البنوك المركزية من خلال إجراءات السياسة النقدية وتدابير المالية العامة التي نفذتها الحكومات.
وأضاف توبياس بحسب ما نشره صندوق النقد الدولى على موقعه، الأربعاء، إنه تراقب الأسواق العالمية الارتفاع الراهن لأسعار الفائدة الأمريكية طويلة الأجل، يساورها القلق من أن تؤدي زيادة هذه الأسعار بصورة مفاجئة ومستمرة إلى تشديد الأوضاع المالية، مما قد يضر بآفاق النمو، ومنذ أغسطس 2020 ارتفع العائد على سندات الخزانة لأَجَل 10 سنوات بمقدار 1,25 نقطة مئوية ليصل إلى 1,75% في مطلع أبريل 2021، مقتربا من جديد من مستواه السابق على الجائحة في مطلع 2020.
وأوضح أن الخبر السار هو أن تصاعد أسعار الفائدة في الولايات المتحدة كان مدفوعا في جانب منه بتحسن آفاق نشر اللقاح وازدياد قوة النمو والتضخم. وقد ارتفع كل من أسعار الفائدة الاسمية والحقيقية، وإن كانت العائدات الاسمية ارتفعت بدرجة أكبر، مما يشير إلى أن التضخم المستدل عليه من توقعات السوق – وهو فرق العائد على سندات الخزانة الاسمية والمرتبطة بمؤشر التضخم – يواصل التعافي، وكان الحفاظ على قدر متواضع من التضخم هدفا مقصودا للسياسة النقدية التيسيرية.