تسبيت جائحة كوفيد -19 في تراجع كبير في أسعار النفط عام 2020، ولا يمكن إنكار أن لتغير أسعار النفط تأثيره على أعمال الاستكشاف، سواء كان ذلك التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر لكن افتراض وجود علاقة مباشرة وفورية بين أسعار النفط وعدد أو حجم الاكتشافات يبقى أمرا غير واضح المعالم .
وكشفت دراسة لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط، عن أن تراجع الأسعار يعنى ارتفاع عامل المخاطرة في عمليات الاستكشاف كون العائد المتوقع من اكتشاف ما سيكون أقل، وهذا ما قد يجعل الشركات تخفض من ميزانيتها العمليات الاستكشاف، أو توجه تلك العمليات إلى المناطق الأقل مخاطرة والأقل كلفة وبالتالي فإن تراجع الأسعار يحتاج غالبا إلى فترة زمنية حتى يظهر انعكاسها على فعاليات عمليات الاستكشاف.
وأشارت دراسة تأثير تراجع أسعار النفط بسبب جائحة كوفيد-19على مجال الاستكشاف والإنتاج في الصناعة البترولية ،إلي أن تراجع الأسعار في مطلع عام 2020 مثلا لم يعن توقف العمل فورا ، إذا أن هناك خطط عمل وميزانيات مرصودة تم اعتمادها قبل المباشرة بالعمل ، وانخفاض الأسعار لا يعني إيقاف هذه الخطط بشكل فوري ، فالخطط تأخذ بعين الاعتبار فيما تأخذه عدة سيناريوهات الأسعار النفط، مما يعطيها المرونة للتكيف مع هذه التغيرات ما لم تصل تلك التغيرات إلى حدود تتجاوز قدرة الشركات على التعامل مع احتمالات الخسارة، رغم ذلك، يمكن ملاحظة تغير عدد الاكتشافات فى العالم مع تغير أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة ، حيث يبدو أن تراجع أسعار النفط أدى إلى تراجع عدد الاكتشافات، بينما ساهم ارتفاع الأسعار فى الحد من تراجع عدد الاكتشافات وأيضا وجود فاصل زمنى بين تغير الأسعار وبين تغير عدد الاكتشافات كما هو وأضح فى عام 2020، وهو أمر يمكن أن يعزى إلى تغيير الشركات لخطط الإنفاق وظهور تأثير ذلك لاحقا على نتائج عملها . لكن من الهام التأكيد على أن رفع ميزانية الاستكشاف لا يعني بالضرورة الحصول على اكتشافات جديدة ، إنما يعني وجود فرص أكبر للعثور على هذه الاكتشافات ، إذ يمكن للميزانيات المرتفعة أن تتضمن مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد بدلا من ثنائية الأبعاد ، أو إعادة تفسير مسوحات سابقة ، أو زيادة عدد آبار التنقيب، وغيرها من الأعمال الأخرى التي تنطوي تحت مظلة عمليات الاستكشاف.