قررت لجنة قيد الأوراق المالية بالبورصة المصرية، مؤخرا الموافقة على قيد أسهم شركة الحديد والصلب للمناجم والمحاجر - شــركة منقسمة ناشئة عن تقسيم شركة الحديد والصلب المصرية إلى شركتين قاسمة ومنقسمة، برأس مال مصدر ومدفوع بالكامل قدره 195.4 مليون جنيه موزعًا على عدد 976.9 مليون سهم بقيمة اسمية قدرها 0.20 جنيه للسهم الواحد بجدول قيد الأوراق المالية المصرية ( أسهم ).
هذه الشركة الجديدة أمها تحديات تتمثل في التطوير الفعلى لما تملكه من مناجم، والسعى لزيادة تركيزها بالتنسيق مع المعامل الدولية والعروض من شركات عالمية آخرها فاش ماش الأوكرانية.
وإذا كانت المناجم بمثابة ثروة في الماضى، فإنها تعرضت لاستهلاك كبير مما يستدعى المضي قدما في تطويرها وفق امكانياتها الحالية ولا سيما أن الشركة هى الوحيدة التى ستقوم باستغلال خامات الحديد المحلية بداية من مناجم أسوان (1958م – 1976م)، وحالياً بمناجم الجديدة بالواحات البحرية منذ عام 1973م، والتي كانت مستغلة من خلال الشركة الأم.
ومن أبرز التحديات التي تواجه المناجم، أن خامات الحديد بمنطقة الواحات البحرية تتصف بوجود شوائب مصاحبة للخام تنتشر بصورة متغيرة وغير منتظمة، الأمر الذى يؤدي إلى بذل مجهودات أثناء عمليات تعدين وتجهيز الخامات لضبط التحاليل والجودة فى الخامات المنتجة، حيث إنه يوجد حوالى 203 مليون طن.
وفيما يتعلق بمناطق غرابى وناصر والحارة، لا يتفق مع المواصفات المطلوبة للفرن العالى، وهذا يعنى أن الأرصدة الصالحة للاستغلال حاليا تنحصر فى الرصيد المتبقى بمنجم الجديدة، ويقدر بحوالى 50 مليون طن رصيد فعلى لا يكفى لتغذية المصنع إلا لسنوات معدودة، مما يتطلب مواصلة دراسة مشكلة هذه الخامات من جميع نواحيها والبحث عن طرق حلها فى مراحل الاستخراج والمعالجة والتصنيع.
وفى سبيل تطوير الخامة سبق إرسال عدد من العينات باشراف من الشركة القابضة للصناعات المعدنية للدراسة والتحليل فى معامل عالمية لها خبرة طويلة فى معالجة وتركيز الخامات مثل المانيا وكندا، للسعى لفصل بعض الشوائب غير المرغوب فيها فى خامات الحديد، حيث تشير الشواهد أن المنجنيز أمكن فصلة من خامات محلية مشابة.
من المهم أيضا الوضع في الحسبان أن محاولات تركيز الخامة تمت من قبل وهناك بعض التجارب التي تمت بالشركات المتخصصة ، منها الدراسة التي قامت بها شركة تياج بروم المصممة للمصنع،(Tyazhpromexport) والتي أفادت أن خام الحديد بمنجم الجديده يتكون من (85%) خام Limonite و (15%) خام hematite ، و متوسط نسبة الحديد في الخام.(53% Fe)
كما تمت دراسة بروسيا عن طريق الشركة المصممة علي تركيز خام منجم الجديدة وأفادت بأن نسبة الزيادة في الحديد Fe لا تزيد عن (1,5 -2,5 )، وأن جودة الخام بعد التركيز لا تختلف عن الخامة الأصلية مع الأخذ في الاعتبار الحقيقة أن محاولة زيادة الخام بواسطة عمليات التحميص غير ملائمة.
هناك دراسة أخرى تمت علي الخام المصري وعلي عينة من منجم غرابي أفادت بأن العينة التي أخذت من الخام لا تتمتع بالخواص المغناطيسية إلا في نسبة بسيطة من الخام لا تتعدي(0.06%) ،، و توجد ثلاث طرق لتركيز الخام وهي الطريقة المغناطيسية المباشرة والطريقة الأخرى تعتمد علي طحن الخام وتحميصه وتعرضه للمغناطيسية لتجميعه والطريقة الثالثة هي طحن الخام وتحميصه وتعرضه للمغناطيسية ثم طحنه مرة أخرى وتعرض للمغناطسية.
والدراسات أثبتت أن التكلفة العالية لعملية التركيز والتي تتمثل في المراحل العديدة والمعقدة للعملية الإنتاجية،تمثل عقبة بجانب تكلفة إنشاء مصنع التركيز ومدة إنشاءه وطاقته الإنتاجية .
علاوة على الموائمة البيئية، لأن طحن الخام سينتج عنه كميات من الغبار ومنطقة الواحات أصبحت منطقة سكنية،بجانب الإحتياج إلي مساحات شائعة لتخزين الهالك من الخام والذي قد يصل إلي ملايين الأطنان من الخام الغير صالح للاستخدام، مع الأخذ في الاعتبار بعض المناجم التي قد تصل بها نسبة الخام إلى (Fe 44%) قد لا تصلح لعملية التركيز .
ومما سبق نخلص إلي أن فكرة استخدام تركيز الخام تعتبر غير ملائمة للخام المصري والأفضل من ذلك استخدام أحد الموديلات (Model ) المستخدمة في الشركات الشبيهة، والتي تعتمد علي إضافة نسبة من الخام عالي الجوده علي مرحلتين الأولي بالتلبيد والثانية في الأفران ولا يكون هذا الخلط عشوائي ولكن بناء علي حسابات مسبقة وطبقا لبرنامج يتم تصميمه من شركات متخصصة.
على أن يتم تصميم الموديل بناء علي معلومات تكنولوجيا الإنتاج وحساب كميات إتزان المعدن،(Materials Balancing) ويتم تصميم برنامج كمبيوتر لهذه المعدلات يكون هو المسئول عن عمليات الشحن بالأوزان المحسوبة سواء في عمليات التلبيد أو الأفران العالية ونوضح نموذج Model للأفران العالية يعتمد الإضافات المعتادة، بالإضافة إلى مكونات الخام ذات نسبة الحديد المرتفعة لتحسين أداء الفرن العالي.