تعكف الحكومة على تطوير شامل في قطاع المحالج لنقل القطن لمكانته الطبيعية وإعادته للمنافسة العالمية بعدما فقدها بسبب وجود شوائب في عملية الحلج بالمحالج القديمة، سواء التابعة لشركات قطاع الأعمال العام، أو شركات القطاع الخاص، خاصة مع تزايد زراعات القطن الموسم الجارى، مما يرفع من إنتاجية الأقطان لنحو 2 مليون قنطار.
وبالرغم من دخول المحالج المطورة مصر بعد نحو 40 عما من استخدامها في العديد من دول العالم، إلا إنها ما تزال تواجه رفضا من "محبى التقليدي" بمعنى أن مزارعين، بل ومنتجين يفضلون المحالج التقليدية عن الحديثة على أساس أن المحالج التقليدية أكثر ربحا بالنسبة لهم عند وزن الأقطان، بما فيها من شوائب عكس المحالج الجديدة التي تقضى تماما على الشوائب في الأقطان على غرار دول العالم المتقدمة.
ومع دخول محلج الفيوم المطور الخدمة فى يوليه 2019 ، تغيرت الصورة تماما نظرا لأن الاقطان التي تم حلجها بدون تدخل بشرى خرجت بصورة ممتازة، لا تقل قيمة عن افضل الاقطان في العالم، وهذا يعنى بدء استعادة مكانة القطن المصرى مجددا، وهذا بدوره بدا في تغيير النظرة للمحالج الجديدة على الرغم من بعض الأعطال والمشكلات التي وقعت في المحلج ومنها عدم توفر قطع الغيار محليا وتوقف المحلج 5 اشهر لتوريد قطع غيار من الشركة الهندية المنفذة.
ولا شك أن خطة تطوير المحالج ترتكز على توقعات بزيادة زراعات القطن لنحو نصف مليون فدان، وبالتالي من المهم حلجه بطريقة حديثة تضمن خلوه من الشوائب وبالتالي ارتفاع جودته العالمية، حيث تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمحالج الزقازيق وكفر الزيات وكفر الدوار، بتكلفة بلغت نحو 200 مليون جنيه بخلاف 7 ملايين دولار قيمة الماكينات.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمحلج الواحد 5 طن/ ساعة، ويقع كل محلج على مساحة نحو 6 آلاف متر مربع، وبذلك تكون 4 محالج جاهزة لاستقال الأقطان أولها كان محلج الفيوم المطور.
و من المقرر بحسب خطة الحكومة تطوير 3 محالج أخرى فى البحيرة وكفر الشيخ والغربية نهاية 2021، ليصبح إجمالى المحالج المطورة 7 محالج تكفى لحلج كافة الأقطان المصرية.
وتستهدف الخطة مضاعفة الطاقات الإنتاجية للمحالج والمصانع، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة للمحالج نحو 4 ملايين قنطار قطن سنويًا صعودًا من مليون مليون قنطار سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية.
ومع انتهاء تطوير منظومة المحالج من المهم ضمان تدريب العملين عليها بشكل سليم لتلافى الأعطال مع ضمان توافر مكونات المحالج محليا لضمان استمرارية العمل.