قالت صحيفة "صنداى تليجراف"، إن بنك جولدمان ساكس الاستثمارى الأمريكى يواجه دعوى قضائية هذا الشهر بشأن استفادته وتحقيقه أرباحا من عمليات تجارية أدت إلى خسارة نحو مليار دولار من مؤسسة الاستثمار الليبية التى تمثل صندوق الثروة السيادية الليبية الذى يتحكم بالأصول والاستثمارات الليبية فى الخارج.
وتزعم مؤسسة الاستثمار الليبية أن إدارتها السابقة فى عهد القذافى خسرت أكثر من مليار دولار في تسعة تعاملات تجارية اشتقاقية (ثانوية) بعد أن استغل مديرو بنك جولدمان ساكس نقص الخبرة المالية للمسئولين عن هذا الصندوق السيادى الليبى، وقد جنى البنك مئات الملايين من جراء هذه التعاملات التجارية.
وينفى البنك هذه المزاعم، فى هذه القضية التى تبدو غير مألوفة، ويرد بأنه عادة ما تكون مثل تلك المؤسسات الاستثمارية وصناديق الثروات السيادية مؤسسات مالية على قدر كبير من التعقيد والموارد وتوظف مستشارين ومحامين مختصين، لذا فهى مسئولة من الناحية القانونية عن القرارات التى تتخذها.
لكن مؤسسة الاستثمار الليبية تقول إن إدارتها فى ذلك الوقت لم تكن تفهم ما تفعله ووثقت ببنك جولدمان ساكس لتقديم نصائح لها، لكن البنك استغل هذه الثقة لممارسة "نفوذ مفرط" على المؤسسة الاستثمارية الليبية.
وتقول مؤسسة الاستثمار الليبية إن البنك طور منذ منتصف عام 2007 علاقة موثوقة مع المؤسسة الليبية وحصل خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2008 على فوائد غير عادلة من هذه العلاقة واستغل نقص خبرة إدارة المؤسسة الليبية فى مجال العقود الاشتقاقية ( Derivative).
وتتهم المؤسسة الليبية البنك الأمريكى بالدخول في سلسلة من الاستثمارات الثانوية المعقدة التي لم تكن إدارة المؤسسة الليبية تفهم تفاصيلها، ما ورط مؤسسة الاستثمار الليبية بدفع فروق قيمة عن تعاملات تجارية متنازع عليها تم تقييمها بأكثر من قيمتها الحقيقية ولم تكن مناسبة لصندوق ثروة سيادية كمؤسسة الاستثمار الليبية.
ونفى البنك فى دفاعه هذا الاتهام، مشيرا إلى أن مؤسسة الليبية، التي تصل قيمة أصولها إلى 56 مليار دولار ولها عدد كبير من المستشارين المحترفين ولم تكن معتمدة على البنك ولم يشجعها البنك على القيام بتعاملات بطريقة غير صحيحة أو أنها كانت خاضعة لتأثيره.
ويضيف أن المؤسسة الليبية كانت ستحقق "أرباحا كبيرة جدا لو أن أسعار الأسهم سارت فى اتجاه مختلف".
وتتهم المؤسسة الليبية البنك بأنه تصرف بطريقة غير صحيحة بتقديم فترة تدريب خاصة في البنك لشقيق نائب المدير التنفيذى لمؤسسة الاستثمار الليبية، فضلا تقديم "ما يبدو أنها ضيافة سخية وغريبة" له.
وينفى البنك أيضا هذه الاتهامات قائلا إن التدريب قدم "كجزء من برامج تدريبية قدمت لمؤسسة الاستثمار الليبية".
ومن المقرر أن تبدأ إجراءات المحاكمة فى هذه القضية فى لندن 13 من الشهر الجارى.