شاركت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" في فاعليات ندوة إلكترونية بعنوان "مصر مركزًا محوريًا لخدمات تكنولوجيا المعلومات" والتي نظمها مجلس الأعمال المصري-الأمريكي بالتعاون مع سفارة مصر في واشنطن وغرفة التجارة الأمريكية؛ بهدف استعراض أهم المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر أمام ممثلي عدد من كبرى الشركات الأمريكية.
وقال السفير معتز زهران، سفير مصر بواشنطن، إن "مصر تمر بتحول رقمي كبير، يمكن أن يعزى الكثير منه إلى ريادتها الإقليمية، وسد الفجوة الرقمية"، وأشار إلى التزام مصر بالنهوض بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال استراتيجية مصر الرقمية، والتي تعتمد على ثلاث ركائز رئيسية، وهي التحول الرقمي، والمهارات والوظائف الرقمية، والابتكار الرقمي".
وأشار زهران إلى أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات جادة على المستويين التشريعي والتنظيمي، حيث قامت بتطوير التشريعات المتعلقة بحماية المستهلك والملكية الفكرية وحماية البيانات الشخصية والتوقيع الإلكتروني، بالإضافة إلى الجهود الاستراتيجية لتحسين البنية التحتية للإنترنت وكابلات الألياف الضوئية، والتي كان لها نتائج ملموسة، حيث تحسن ترتيب مصر لتصبح ثاني أفضل دولة في سرعات الإنترنت في إفريقيا.
ومن جانبه، أكد المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، في كلمته الافتتاحية خلال الندوة، على الأداء القوي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والنمو الهائل الذي شهده القطاع رغم تداعيات جائحة كورونا حول العالم، وذلك بفضل الخطط الاستباقية، والتوسع في تطبيق نماذج مرنة للتحول الرقمي، بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي ضختها الحكومة المصرية في تطوير البنية التحتية والقدرات التكنولوجية والطاقة، حيث ساهم ذلك في استيعاب احتياجات الاستخدام الكثيف وبالأخص مع زيادة الاعتماد على الخدمات الرقمية في كافة مجالات الحياة نتيجة تداعيات أزمة كورونا.
وخلال الندوة، تم استعراض أهم المؤشرات الاقتصادية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي من المتوقع أن يحقق معدل نمو بنسبة 16% خلال العام المالي الحالي، وهو أعلى قطاعات الدولة نموًا، كما ساهم القطاع بنسبة 4.4% في الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الماضي، بينما ارتفعت قيمة الصادرات التكنولوجية من 3.6 مليار دولار إلى 4.1 مليار دولار.
وأكد محفوظ أن الهيئة تقدم دعم غير مسبوق تجاه العنصر البشري وتنمية وتطوير المهارات والقدرات، من خلال توفير وإتاحة برامج تدريبية ودرجات علمية على أعلى مستوى وبالشراكة مع كبرى الشركات العالمية والجامعات المرموقة بما يساهم في خلق فرص عمل غير تقليدية للشباب المصري وخلق جيل محترف في أحدث التكنولوجيات وبما يتسق ويدعم تحقيق استراتيجية "مصر الرقمية" التي تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقال محفوظ إن قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري قادر على اجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى توجه العديد من الشركات الموجودة بالسوق إلى التوسع في حجم أعمالها في مصر واتخاذها مركزًا رئيسيًا لتصدير الخدمات نظرًا لما تتمتع به من مقومات تنافسية مثل الموقع الجغرافي المتميز؛ وكذلك وفرة الكوادر الشابة المؤهلة والمحترفة في مجالات التكنولوجيا المختلفة، والتعدد اللغوي، عوضًا عن البنية التحتية القوية لتكنولوجيا المعلومات، والدعم الحكومي المتميز.
وخلال اللقاء استعرضت المهندسة أماني ربيع نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات لتنمية الأسواق، الفرص الاستثمارية المتاحة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري في ضوء المزايا التنافسية لمصر كمقصد لخدمات التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود.
وأشارت ربيع إلى أن مصر يعمل بها أكثر من 40 شركة أمريكية عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات وشركات في مجالات أخرى اتخذت من مصر مقرا لمراكز خدماتها التعهيد والخدمات المشتركة؛ وأكدت على تطلع الجانب المصري إلى تعزيز التجارة الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وجذب المزيد من الاستثمارات المباشرة.
وفي كلمته خلال الندوة، قال ستيف لوتس، المدير التنفيذي لمجلس الأعمال الأمريكي المصري، إن "الاقتصاد الرقمي في مصر شهد اعتمادًا متسارعًا للتقنيات والابتكار خلال الوباء".
وأضاف: "قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر ينمو بشكل ملحوظ من حيث مساهمته المتزايدة في الناتج المحلي الإجمالي"، وأشار: "من أجل الاستفادة الكاملة من الابتكار والتقنيات البازغة، نعتقد أنه من الضروري تعظيم إمكانات شراكاتنا، واستكشاف أوجه تعاون جديدة، سواء مع الشركات القائمة منذ فترة طويلة التي تمارس الأعمال التجارية في مصر والشركات الناشئة التي تم إنشاؤها حديثًا، للاستفادة من هذا المجتمع الريادي ".
وقال هشام فهمي، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة: "يعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر مساهمًا رئيسيًا في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وهو يدعم جذب الاستثمارات إلى مصر"، وشدد فهمي على ضرورة الاهتمام بالتطوير المستمر لمواكبة المجالات التكنولوجية الحديثة ومن أهمها الذكاء الاصطناعي والأمن السيبرانى.
وتأتي الندوة ضمن مجموعة من الفاعليات والمباحثات التي تعتزم الهيئة إجرائها مع عدد من الشركات والمؤسسات الأمريكية في إطار الجهود الرامية إلى تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، وتعزيز جهود جذب الاستثمار الأجنبي ودفع علميات نمو وتوسيع عمليات الشركات الأجنبية العاملة في مصر.