يعتبر المتحف اليوناني الروماني عنصر جذب أساسي للسياحة الداخلية والخارجية لمدينة الإسكندرية -عروس البحر المتوسط- ولهذا اهتمت الدولة بإعادة ترميم وتطوير المتحف في إطار خطة شاملة لترميم وتطوير المواقع الأثرية بتلك المحافظة، والتي سبق وشهدت افتتاح العديد من المشروعات السياحية والأثرية بها منها؛ مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بمنطقة كوم الشقافة، والمعبد اليهودى "إلياهو هنابي"، و غيرها من المشروعات التي تعمل على الترويج السياحي لها.
ويعرض المتحف ما يقرب من 20 ألف قطعة أثرية ترجع للعصور اليونانية والرومانية طبقاً لسيناريو العرض المتحفي، حيث يعد من أهم وأقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة في الحضارة اليونانية الرومانية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية، وسيتم الاحتفاظ بواجهة المتحف الأصلية الكلاسيكية الطابع للتعبير عن الفترة اليونانية المليئة باتجاهات فكرية مختلفة، والتي تعايشت بجانب بعضها البعض.
وتم الانتهاء من إعداد سيناريو العرض المتحفي وتحديد أماكن الفتارين للقطع الأثرية صغيرة الحجم، ليصبح مركزا علميا وثقافيا لحضارات البحر المتوسط يشمل قاعات للعرض المتحفي، وحديقة متحفية، ومركز لحفظ وترميم الآثار، ومركز آخر لبحوث العملة، ومركز للبحث العلمي. كما يضم أيضا قاعات للدراسة والمؤتمرات ومكتبة وورشة طباعة، وقاعات وسائط متعددة Multimedia، وأيضاً مدرسة للتربية المتحفية لتنمية الوعي الأثري للأطفال.
ويأتي مشروع تطوير وترميم المتحف اليوناني والروماني بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة طبقا لبروتوكول التعاون الموقع بين وزارة السياحة والآثار والهيئة فى شهر أبريل عام 2017م، لتطوير وترميم 8 مواقع أثرية من بينها المتحف اليوناني الرومانى، والذي بدأت فيه أعمال التطوير والترميم في فبراير 2018 وذلك بالتنسيق مع المسئولين من الإدارة الهندسية بقطاع المشروعات لمتابعة الخطوات الخاصة بالعملية الإنشائية أولا بأول، حيث وصلت نسبة تنفيذ الأعمال بالمشروع إلى أكثر من 85 % من إجمالي الأعمال.
وحتى الآن تم الانتهاء بالكامل من التدعيم الإنشائي لمبنى المتحف والهيكل المعدني، بالإضافة إلى أعمال تدعيم العناصر الإنشائية للدور الأرضي، وأعمال التشطيبات المعمارية للمبنى الإداري الملحق بالمتحف، وقاعات العرض المتحفي، ونظم الإضاءة وأعمدة الواجهات، وأعمال تركيب شبكة الصرف والتغذية وأعمال الخرسانات للنافورة، وتنفيذ أعمال الترميم الدقيق للبوابة الرئيسية للمتحف والحوائط الحجرية والأسوار الخارجية وأعمال التشطيبات النهائية لبعض قاعات العرض المتحفي.
جدير بالذكر أنه تم افتتاح المتحف اليوناني الروماني لأول مرة في عام 1893، وذلك في مبنى صغير على طريق الحرية بمدينة الإسكندرية. وفي عام 1895 تم نقله للمبنى الحالي وقام بافتتاحه الخديوي عباس حلمي الثاني يوم 26 سبتمبر من نفس العام، ليعرض العديد من القطع الأثرية التي عُثر عليها في محافظة الإسكندرية والتي يرجع معظمها إلى العصور البطلمية والرومانية.
وفي عام 1983 تم تسجل المتحف في عِداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بمنطقة آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، وتم اتخاذ قرار غلق المتحف لترميمه وتطويره وتحديث سيناريو العرض المتحفي به بشكل كامل منذ أكثر من ١٥ عام، حيث نُقلت جميع مقتنياته إلى المخازن المتحفية المختلفة بالمحافظة مثل مخزن ماريا ، ومارينا، ومطروح، والحديقة الخاصة بالمتحف القومي، والمنطقة الأثرية بكوم الشقافة، كما تم نقل المكتبة الخاصة بالمتحف إلى المتحف البحري.
ويهدف مشروع ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني إلى تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية للمتحف، والذي يعد واحدٍ من أهم وأعظم متاحف منطقة حوض البحر المتوسط بأسرها، فهو يتمركز في أقدم الشوارع الأثرية الرئيسية لمدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط وحلقة الوصل بين اليونان ومصر قديما.