اكتسبت المنطقة الصناعية الروسية زخما كبيرا من اليوم الأول لإعلانها في منتجع سوتشي الروسي وحتى الآن، ومع تتابع الخطوات التحضيرية وإعلان المهندس يحيى زكى، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قبل أيام توقيع عقد بدء العمل بالمنطقة في شهر ديسمبر المقبل، تأتي تساؤلات حول أهمية بدء العمل بتلك المنطقة الروسية بقناة السويس.
هناك مجموعة من الاعتبارات التي تعزز من أهمية إقامة المنطقة الروسية بقناة السويس، وعلى رأسها القطاعات المستهدفة من إقامة المنطقة بالأساس مثل خدمات تموين السفن، وتعتبر هذه الخدمة وحدها ميزة نسبية كبيرة بالنسبة لممر ملاحي يشهد عبور نحو 20% من حركة التجارة العالمية، علما بأن هذه الخدمة تعتبر الأولي من نوعها في منطقة أقرب محطة لتموين للسفن السفن إما بميناء الفجيرة أو ميناء روتردام الهولندي على البحر المتوسط.
وتستهدف المنطقة الاقتصادية لقناة السويس توفير خدمات تموين السفن لقافلتي الشمال والجنوب، وهو ما يفسر الاتفاق الذي توصلت إليه المنطقة الاقتصادية في جولتها الأخيرة مع الجانب الروسى لتمديد اتفاق إنشاء المنطقة الروسية ليشمل منطقة العين السخنة لخدمة قافلة الجنوب إلى جانب ميناء شمال شرق بورسعيد لخدمة قافلة الشمال.
عامل أخر يجب أن يؤخذ فى الاعتبار عند النظر إلى أهمية المنطقة الروسية بقناة السويس، وهو النافذة التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للمستثمرين الروس الراغبين فى النفاذ إلى الأسواق الإفريقية وأيضا التسهيلات التى توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للنفاذ إلى أسواق القارة الأفريقية، كما أنها تفتح أبواب توطين صناعات تحقق قيمة مضافة للاقتصاد المصرى، مثل صناعة السيارات.
ووقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس اتفاقية توسيع نطاق المنطقة الصناعية الروسية داخل المنطقة الاقتصادية مع فاسيلي أوسماكوف النائب الأول لوزير التجارة والصناعة الروسي ليشمل شرق بورسعيد والعين السخنة، وأيضا توقيع العقد النهائي بنهاية العام الجاري لتأسيس شركة لإدارة المنطقة الصناعية الروسية، ليتم البدء فوراً في تنفيذ المشروع في مواقع المناطق الصناعية بشرق بورسعيد والعين السخنة.
من المقرر توسيع نطاق المنطقة الصناعية الروسية داخل المنطقة الاقتصادية ليكون بمساحة 5 ملايين متر مربع موزعة بين شرق بورسعيد والعين السخنة، لتبدأ المرحلة الأولى في المشروع على مساحة 1 مليون متر مربع بشرق بورسعيد و500 ألف متر مربع بالعين السخنة، على أن يبدأ العمل في المنطقة الصناعية الروسية بالعين السخنة مع نهاية العام الجاري بعد توقيع عقد تأسيس شركة إدارة المنطقة الصناعية الروسية.
زيارة وفد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لم يخل من عقد لقاءات واجتماعات عديدة مع كبرى الشركات الروسية العاملة في تصنيع المركبات وصناعات الأسمدة والصناعات الدوائية والمبردات وكذلك المستثمرين الروس المهتمين بالاستثمار في المنطقة، قبل الزيارة المقررة لهم خلال شهر سبتمبر لتفقد مواقع العمل بالمنطقة.
وتعمل شركة فيب آر إف الروسية، كمؤسسة تطوير اقتصادية روسية وتعمل داخل الأراضي الروسية وخارجها، وستلعب دوراً هاماً داخل المنطقة الاقتصادية عبر تنفيذ المشاريع مع الشركات أو عن طريق تمويل المتواجدين في المنطقة بالقروض وكذلك عبر عقد لقاءات مع الشركات المهتمة للاستثمار في شرق بورسعيد والعين السخنة.