تشهد فعاليات منتدى مصر للتعاون الدوليوالتمويل الإنمائي، الذي تنظمه وزارة التعاون الدولى يومى 8 و 9 سبتمبر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورشة عمل تحت عنوان: " الابتكار وريادة الأعمال: الشباب قاطرة التنمية في أفريقيا والشرق الأوسط".
وتستهدف هذه الورشة التي ستعقد ضمن مجموعة من الجلسات وورش العمل، استكشاف الفرص المتاحة في قارة أفريقيا لتحقيق النمو من خلال تسخير إمكانات التطورات التكنولوجية السريعة، ومناقشة وسائل تعزيز الحلول المبتكرة التي يأتي بها الشباب من أجل تحقيق النمو المستدام، لدعم مشروع الاتحاد الأفريقي، للتحول الرقمي في القارة، الذي يعد دافعًا نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.
وذكرت وزارة التعاون الدولي أن التحول الرقمي يكتسب أهمية متزايدة كل يوم، حيث تُشير أحدث الإحصائيات، إلى أن قيمة الاقتصاد الرقمي عالميًا تبلغ حوالي 11.5 تريليون دولار، بما يعادل ١٥،٥٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، ويُتوقَع أن يصل هذا الرقم إلى٢٥٪ خلال أقل من عقد من الزمان، ويترتب على هذا التحول إعادة تشكيل نماذج واستراتيجيات الأعمال وتعزيز كفاءتها، لتحسين إنتاجية القوى العاملة وخفض تكاليف المعاملات، وتسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية.
أشارت إلى أنه في هذا الإطار، فإن انتشار الاقتصاد الرقمي يُعتبر فرصة جيدة لتعزيز مصادر النمو والتنوع الاقتصادي لبلدان قارة أفريقيا، وخلق فرص عمل وجذب استثمارات جديدة في مختلف القطاعات، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، لاسيما وأن أفريقيا تعتبر أصغر قارة في الفئات العمرية، وتضم 60% من السكان دون سن الـ٢٥ عامًا، لذا تستطيع القارة الاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة من أجل الدفع نحو النمو الشامل والمستدام الذي يعمل بشكل أساسي على معالجة التحديات التي يواجهها الشباب.
من ناحية أخرى فإن بيئة ريادة الأعمال في أفريقيا تنمو بشكل سريع، بما يفتح أفقًا غير مستغلة للنمو، ويكشف العديد من الثغرات التي يجب التغلب عليها، من خلال استغلال نمو صناعة ريادة الأعمال والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في القارة، والتي شهدت تطورات ضخمة مؤخرًا، فوفقًا لمؤسسة Partech، استطاعت ٣٤٧ شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا في أفريقيا جمع استثمارات بقيمة 1.4 مليار دولار في ٣٥٩ صفقة بيع أسهم خلال 2020، وهو ما لفت انتباه الحكومات في القارة التي بدأت في تعزيز بيئة ريادة الأعمال والشركات الناشئة من خلال الخدمات والحوافز المرنة.
وعلى الصعيد العالمي، لا تتوقف التطورات التكنولوجيا مطلقًا، وهو ما يجعل الشركات الناشئة دائمًا قادرة من خلال تطوير قدراتها على تغيير شكل الأسواق وإعادة تشكيلها، وهو ما يدفع المؤسسات الكبرى والحكومات على توفير الحوافز وعوامل الجذب، لهذه الشركات باعتبارها شريكًا محتملا.
وذكرت الوزارة أنه في ضوء كل هذه التطورات، تعمل هذه الورشة على توفير فرصة فريدة من نوعها للمشاركين لتسليط الضوء على الإصلاحات السياسية اللازمة لخلق بيئة مواتية تستهدف، تحسين القوانين، وتحديث البنية التحتية من أجل تسهيل التحول الرقمي في جميع أنحاء أفريقيا، ذلك بالإضافة إلى إتاحة التمويل وتحقيق الهدف الأساسي، ألا وهو تحقيق الشمول الرقمي للجميع.
كما سيشارك صغار رواد الأعمال تجاربهم الناجحة في العمل على مشروعات تستهدف التحول الرقمي من خلال توفير خدمات وأنشطة اقتصادية، كما سوف يتباحثون الفرص المتاحة لتعزيز مساهمة الاستثمارات في دعم التحول الرقمي.