قال أكيهيكو نيشيو، نائب رئيس البنك الدولي لتمويل التنمية، إن البنك الدولى اليوم هو أكبر ممول متعدد الأطراف فى العالم للعمل المناخى فى البلدان النامية، لافتا إلى أنه يشمل ذلك المساندة المقدمة من المؤسسة الدولية للتنمية، التى تركز بشدة على مساندة البلدان باستثمارات فى الطاقة النظيفة على نطاق واسع تحول دون انزلاقها إلى بنية تحتية ملوثة ومساعدتها على تحقيق أهدافها المتعلقة بالحصول على الطاقة.
وفى الوقت نفسه، بحسب ما نشرته مدونات البنك الدولى مؤخرا، تظهر بالفعل بعض الآثار المناخية التى تؤثر على البلدان والمجتمعات المحلية فى مختلف أنحاء العالم، ولذلك، خصص نصف جميع التمويل المقدم من المؤسسة الدولية للتنمية لأنشطة التكيف والقدرة على الصمود فى السنة المالية 2021.
أوضح أنه فى إطار حرصها على تلبية الاحتياجات المحلية والاحتياجات الخاصة بكل بلد على حدة، تقوم المؤسسة بتمويل مشروعات تعطى الأولوية لنهج نظامى وتدرك الترابط بين التحديات، وعلى مدى العقد الماضي، تعرضت البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة لكوارث طبيعية يبلغ حجمها حوالى ثمانية أمثال ما تعرضت له فى الثمانينيات من القرن الماضي.
وتواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات مخاطر مناخية عالية لأسباب فريدة وإن كانت ملحة بالقدر نفسه.
وفى الوقت نفسه، تخوض البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة سباقا نحو القدرة على المنافسة فى اقتصاد عالمى سريع التغير يقدر باطراد النمو الأخضر والوظائف الخضراء والقطاعات الخضراء.
إنه أمر يجرى تنفيذه على مدى طويل: العمل فى وقت واحد على معالجة الآثار المناخية المتزايدة، وتدعيم القدرة على الصمود فى وجه الصدمات، واغتنام الفرص الجديدة للازدهار فى عالم ما بعد جائحة كورونا.
وأشار أكيهيكو نيشيو، إنه لا شك أن هذه ليست أول أزمة دعيت فيها المؤسسة الدولية للتنمية إلى مساندة البلدان، فى الواقع، ترتكز المؤسسة على دورات متعاقبة من الاستعداد لمواجهة الأزمات والتصدى لها والتعافى منها - إيبولا أو نوبات الجفاف التى تؤثر على الملايين أو الأوبئة العالمية. لكن تغير المناخ هو بالتأكيد الأزمة الأكثر تعقيدا وأوسع مدى حتى الآن. ومن غير الممكن مواجهة تغير المناخ عن طريق حلول بسيطة تركز على قطاع واحد أو بلد واحد أو منظمة واحدة فحسب. بدلاً من ذلك، يتطلب الأمر التعاون بين مجموعات المصالح وبين مختلف البلدان وتبادل المعارف فيما بينها. وقد دأبت المؤسسة الدولية للتنمية على تقديم هذا النوع من القيادة، وحشدت الأطراف المعنية من أجل قضية مشتركة.
وقد دفعت هذه المجموعة غير المسبوقة من التحديات المؤسسة إلى الاعتماد على الدروس المستفادة طوال عقود ومختلف المنظومات، ومساعدة البلدان على تقليل الانبعاثات، والتكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من تأثيرات الكوارث.
فعلى سبيل المثال، فى السنة المالية 2021، كان 61٪ من إجمالى تمويل المؤسسة للأنشطة المناخية لأغراض التكيف، وساعدت المؤسسة 62 بلدا على إضفاء الطابع المؤسسى على الحد من مخاطر الكوارث كأولوية وطنية.
وأضاف انه بالإضافة إلى ذلك، فإن إدراك الطبيعة الشاملة والمترابطة للتحديات والحلول كان عاملاً رئيسياً من عوامل التغيير. وتزيد عملية تعزيز مراقبة الأمراض وقدرات المختبرات لمواجهة الجائحات أيضاً قدرة البلدان المعنية على التصدى للتهديدات التى تنطوى عليها الأمراض المعدية المرتبطة بتغير المناخ. وتتيح التنمية المنخفضة الكربون القادرة على الصمود فرصاً هائلة لتحقيق النمو فى مجالات التكنولوجيا والوظائف الخضراء.
ومن الممكن أن يحدث الاستثمار فى الطهى النظيف والحصول على الطاقة المستدامة تأثيراً إيجابياً على النساء والفتيات. أن قائمة المكاسب التى تتحقق للجميع مستمرة، وتتمتع المؤسسة بوضع جيد يتيح لها تنفيذها.
وفى منتصف ديسمبر سيتم تجديد الدورة التالية من تمويل المؤسسة الدولية للتنمية - المعروفة باسم العملية العشرين لتجديد موارد المؤسسة - قبل عام من الموعد المحدد لها من أجل تلبية احتياجات البلدان التى لم يسبق لها مثيل فى التاريخ. وبجعل المؤسسة وشركائها فى وضع فريد لمواجهة هذا الارتباط غير العادى بين التحديات، تقف الجهات المعنية على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق عملها ومنح الأشخاص الأكثر ضعفاً فرصة عادلة للتعافى والقدرة على الصمود.