أظهرت أحدث الدراسات الصادرة عن مؤسسة جارتنر للأبحاث إلى أن 50% من مشاريع توليد الطاقة ستكون مشاريع مختلطة بحلول عام 2026، وسيكون معدّل الاستثمار في الطاقة البديلة أكبر من معدّل الاستثمار في الطاقة الهيدروكربونية في تلك المشاريع. وسوف يحتاج رؤساء تكنولوجيا المعلومات ومدراء التكنولوجيا إلى بناء كفاءات تتناسب مع التغيرات المستقبلية في فرق عملهم، وذلك من خلال الاستثمار في تطوير معرفتهم وفهمهم لمجالات الطاقة البديلة والمتجددة المتنوعة.
وقال سيمون كوشينج، مدير الأبحاث لدى جارتنر: "بدأت العديد من شركات النفط والغاز الرئيسية في العمل على تحقيق أهدافها المتعلقة بالوصول إلى معدل صفر من انبعاث الكربون في منتصف القرن الحالي، بسبب زيادة الضغوطات من قبل العملاء والمستثمرين واللوائح التنظيمية.
وسوف يزداد هذا الضغط على هذه الشركات لتصبح أكثر استدامة، نظراً للتغيرات التي تضيفها أنظمة الطاقة الجديدة على الجغرافيا السياسية، والمنافسة على تقليل نسب الكربون في العالم، كما أن شركات النفط الوطنية تعمل على تقليل اعتمادها على الطاقة الهيدروكربونية كمصدر لتعزيز الثروات وتوفير برامج الدعم الاجتماعي".
وتتوقع جارتنر أن تركز شركات توليد الطاقة مسقبلاً على دعم الطلب المتزايد على الطاقة القائمة على مصادر النفط والغاز بأساليب تراعي جهود خفض الكربون، واستخدام خبراتها المتراكمة والابتكارات التقنية في ذات الوقت بغية تمكين التحول نحو الطاقة المتجددة.
وتتوقع مؤسسة جارتنر أن 40% من شركات النفط والغاز سوف تعتمد استراتيجيات رسمية لإضافة تنوع كبير على قطاعات أعمالها التقليدية بحلول العام 2025. ووفقاً لجارتنر، سوف تبدو الفترة ما بين عامي 2020 و 2030 على أنها "عشر سنوات من عمليات إعادة التصميم العميقة"، وذلك لأن كافة شركات النفط والغاز سوف تحتاج إلى إجراء تغييرات كبيرة على مستوى استثماراتها وعملياتها.
تعمل شركات النفط والغاز حالياً على مواجهة ثلاثة عوامل في وقت واحد، الجائحة المنتشرة، وممارسات الرقمنة، والتحول نحو طاقة أكثر استدامة. ونظراً لأن التقنيات الرقمية هي عامل هام في مواجهة هذه القضايا الثلاث، فإن مدراء تكنولوجيا المعلومات بحاجة إلى تقليل تكاليف التحول الرقمي وتسريع وتيرة التغيير.
وقال كوشينج: "يمكن أن تساعد بعض الوسائل مثل تخطيط سيناريوهات معينة، في الجمع بين حالات عدم اليقين المستقبلية وتحويلها إلى حالات قابلة للإدارة بشكل أفضل، ويمكن التوجه بشكل أكبر نحو الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات. كما يمكن أن تساعد عمليات تطوير منصات التشغيل الرقمية أو الأمن السيبراني المتقدم بغية توحيد العناصر المشتركة عبر استراتيجيات الأعمال المستقلة".
يواجه مدراء تكنولوجيا المعلومات في قطاع النفط والغاز بيئة أعمال مربكة وفوضوية، ومن المرجح أن تستمر هذه البيئة على حالها خلال العقد المُقبل. وعلى الرغم من أن تحدي إعادة التصميم يقع ضمن الأفق الاستراتيجي الطبيعي للمؤسسات ضمن هذا القطاع، إلا أن الضرر التي شهدته مستويات الطلب خلال جائحة كورونا جعل المخاطر المحتملة لتجنب عمليات إعادة التصميم، ملموسة بشكل أكبر.