التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بعثة مكتب التقييم المستقل IOE بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد، وذلك في ختام زيارتها لمصر، بهدف التقييم المؤسسي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، ودور مكتب الإيفاد متعدد الأقطار في مصر، في القيام بمهامه لتعزيز أنشطة التنمية الريفية والزراعية على مستوى مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث شارك في الاجتماع سوبيرامانيام نانثيكيسان، رئيس فريق التقييم، إلى جانب عدد من مسئولي المكتب.
ورحبت دكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بمسئولي بعثة التقييم في مصر، معبرة عن تقديرها للمهام التي قاموا بها خلال الفترة من 15-22 فبراير الجاري، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "ايفاد".
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى التعاون الاستراتيجي والشراكة القوية بين جمهورية مصر العربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بما يسهم في تطوير قطاع الزراعة وتحقيق التنمية الريفية، ودعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية التنمية الوطنية 2030، موضحة أن الحكومة تتطلع إلى توسيع نطاق التعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية من خلال التعاون الإنمائي في المشروعات الجديدة بما يتسق مع المبادرات الرئاسية ذات الصلة وبما ينعكس على الارتقاء بسبل العيش للمواطنين في ريف مصر وتطوير قطاع الزراعة.
ونوهت إلى التعاون الوثيق بين مكتب الصندوق في مصر والجهات المعنية والدعم والتنسيق المستمر لتنفيذ الشراكات وتحقيق الأهداف المرجوة منها مشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين بالريف المصري PRIME، مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وتحسين سبل المعيشة SAIL، ومشروع تعزيز الموائمة في البيئات الصحراوية بمحافظة مطروح PRIDE ، والتي تعزز التنمية الريفية وتحقق النمو الاقتصادي المستدام من خلال التركيز على قطاع الزراعة الذي يعد أحد أهم القطاعات الحيوية بالنسبة للاقتصاد المصري، لافتة إلى الزيارة الميدانية التي قام بها وفد أعضاء المجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية لمصر خلال أكتوبر الماضي، لتفقد المشروعات المنفذة على أرض الواقع ومقابلة المستفيدين منها وهو ما يعكس فعالية مشروعات التعاون الإنمائي التي تنفذها الدولة بالتعاون مع شركاء التنمية والجهات المعنية.
وأبدت وزيرة التعاون الدولي، تطلعها لفتح آفاق العمل المشترك والتوسع في المشروعات المنفذة لتعزيز التنمية الريفية والتحول نحو قطاع زراعة ذكي ومستدام، والوصول لمزيد من المستفيدين بما يلبي أولويات الدولة التنموية، بالإضافة إلى توسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص في جهود العمل الإنمائي.
ووجهت "المشاط"، الشكر لفريق عمل وزارة التعاون الدولي وفرق العمل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومكتب التقييم المستقل، على العمل المشترك خلال الفترة الماضية.
ومن ناحيته وجه سوبيرمانيام نانثيكيسان، رئيس فريق التقييم بمكتب IOE التابع للصندوق الدولي للتنمية الزراعية، الشكر لوزارة التعاون الدولي على الدعم الذي قدمته خلال زيارة البعثة لمصر لإجراء التقييم المؤسسي الثاني لتجربة الإيفاد في مجال اللامركزية والوقوف على طبيعة الدعم الذي يقدمه مكتب الصندوق المتعدد الأقطار في مصر لأنشطة الصندوق الإقراضية وغير الإقراضية في مصر وبقية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث قام فريق التقييم خلال البعثة بعقد اجتماعات مع مسئولي وزارات التعاون الدولي والزراعة واستصلاح الأراضي والخارجية وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وبرنامج التنمية الزراعية لجمع المعلومات والبيانات اللازمة لإجراء التقييم.
وقدم رئيس فريق التقييم، عرضًا تقديميًا حول أبرز النتائج التي تم التوصل إليها بشأن عملية التقييم، موضحًا أنها ستسهم في وضع التوصيات اللازمة لتعزيز أنشطة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في مصر والدول التي يستهدفها من خلال مكتبه متعدد الأقطار، وأهمية فتح آفاق جديدة لمشاركة القطاع الخاص.
جدير بالذكر أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية هو أحد الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والذي تأسس عام 1977 ومقره الرئيسي روما وأهم الأهداف التنموية للعمليات التي يقوم بتمويلها هي القضاء على الفقر في المناطق الريفية وتعزيز التنمية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين وتحقيق الأمن الغذائي والتنمية البيئية المستدامة.
وتبلغ محفظة التعاون الإنمائي الإجمالية مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "ايفاد" حوالي 1.1 مليار دولار، حيث ساهم في تمويل 14 مشروعًا بمشاركة عدد من شركاء التنمية وبلغت قيمة مساهمة الايفاد في تمويلها حوالي 520 مليون دولار، هدفت تلك المشروعات إلى إحداث تنمية زراعية مستدامة ورفع مستوى الدخول لصغار المزارعين، بينما تضم محفظة التعاون الجارية مع الصندوق تمويل 3 مشروعات جاري العمل على تنفيذها وهي مشروع PRIME، وSAIL، PRIDE.
ويرجع إنشاء مكتب الإيفاد القطري في القاهرة إلى عام 2006، وفي عام 2016 قرر المجلس التنفيذي للايفاد تطوير المكتب القطري الى مركزا ليتم افتتاحه في أكتوبر 2019، وخلال عام 2021 أصبح مكتبا متعدد الأقطار ليخدم من خلاله 7 بلدان على مستوى المنطقة هي مصر وجيبوتي والعراق والأردن والسودان وسوريا واليمن.