شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، فعاليات اللقاء الجماهيري الذي نظمه المجلس القومي للمرأة، بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لإطلاق حملة توعوية بمحافظة الفيوم تهدف إلى تنمية الأسرة المصرية والنهوض بأوضاعها، من خلال تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة دينياً واجتماعياً، وذلك ضمن برنامج الإرشاد الأسري والتنشئة المتوازنة بالمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية.
حضر اللقاء الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور محمد التوني معاون المحافظ، والدكتور خالد سالم مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بالأزهر الشريف ممثلاً عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والأستاذة نهى موسى مدير عام إدارة اللجان بالمجلس القومي للمرأة، والشيخ رمضان عبد النبي حسين رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الفيوم الأزهرية بالفيوم، والمهندسة هايدي سمير المقرر المناوب لفرع المجلس القومي للمرأة بالفيوم، وعدد من وكلاء الوزارة، ورؤساء المدن، والقيادات التنفيذية، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وعدد من المعنيين بالشأن الأسري والمجتمعي بالمحافظة.
في بداية كلمته، أعرب محافظ الفيوم عن تهانيه القلبية للشعب المصري ولجميع الحضور، بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، تلك الذكرى الخالدة التي تبعث التماسك والقوة في نفوس المصريين جميعاً، معرباً أيضاً عن تقديره لجهود كلٍ من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، في تبني المبادرات المستنيرة للحفاظ على كيان الأسرة المصرية ورعاية النشء والشباب.
وأضاف، أن الأرقام الكبيرة التي تطالعنا بها إحصائيات الطلاق بما له من تبعات سلبية على الأسرة المصرية، تعبر عن خلل مجتمعي يحتاج إلى تدخل عاجل لإصلاحه، حفاظاً على الأسرة التي تمثل اللبنة الأولى في بناء المجتمع، مؤكداً أن النسيج القوي للأسرة يؤدي إلى نسيج قوي للمجتمع، مشدداً على أهمية العمل الجاد وتكاتف جهود جميع الجهات ذات الصلة، في تنفيذ حملة تنمية الأسرة المصرية، حتى تحقق الأهداف المرجوة منها، والتصدي للتحديات التي تواجه الأسرة المصرية.
وأشار "الأنصاري" أن حل المشكلات التي تواجه الأسرة المصرية لن يكون بسن القوانين فقط، وإنما بالتوعية المستنيرة ووصول صوت العقل والمنطق والدين إلى جميع أهالينا بمختلف المراكز والقرى، مؤكداً حرص المحافظة على تقديم كافة سبل الدعم اللازم للوصول إلى أهداف الحملة والحفاظ على كيان المجتمع.
فيما أوضحت مدير عام إدارة اللجان بالمجلس القومي للمرأة، أن هذا اللقاء الجماهيري يأتي تفعيلاً لبروتوكول التعاون المبرم بين المجلس القومي للمرأة، والأزهر الشريف ممثلاً في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، (لم الشمل والتوعية الأسرية والمجتمعية) بشأن استعادة المفاهيم الأسرية السليمة، ونشر الوعي الأسري والمجتمعي، ومواجهة الظواهر السلبية، مشيرة أنه عقب إطلاق رئيس الجمهورية لفعاليات المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، بدأ المجلس القومي للمرأة في العمل بعدد 6 محافظات، تلاها إطلاق الحملة بمحافظتي الفيوم والقليوبية.
وأضافت، أن الحملة التوعوية التي تم إطلاقها اليوم بمحافظة الفيوم تستمر حتى يوم الرابع عشر من شهر ابريل الجاري، وتهدف إلى تنمية الأسرة المصرية والنهوض بأوضـاعها، من خلال تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة دينياً واجتماعياً، لافتةً إلى أن برنامج الحملة يشمل عقد عدة لقاءات وأنشطة، منها هذا اللقاء الجماهيري الذي يستهدف تسليط الضوء على تقديم حزمة مترابطة من الخدمات المختلفة للسيدات من الجهات الحكومية الشريكة، كما تشمل الحملة، إقامة لقاءات توعوية بالقرى التابعة للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" مع المتزوجين من جميع الفئات العمرية، حول أسس الحياة الأسرية السعيدة، وكذلك عقد لقاءات توعوية مصغرة مع طلاب المرحلة الجامعية والشباب المقبلين على الزواج، حول ضوابط الاختيار الصحيح لشريك الحياة.
واستعرضت مدير عام إدارة اللجان بالمجلس القومي للمرأة، بعض جهود المجلس تحت مظلة المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، مشيرة أن المشروع استهدف 10 آلاف قيادة دينية وتوعوية، ونجح في الوصول إلى 10 مليون مواطن ومواطنة حتى الآن، كما تم استخراج مليون بطاقة رقم قومي، وجاري استخراج 500 ألف بطاقة أخرى، إضافة إلى خدمات الشمول المالي، والإقراض، والتثقيف المالي، وتدريب السيدات على الحرف اليدوية.
فيما قام مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بالأزهر الشريف، بإلقاء الضوء على الدور المحوري الذي يضطلع به الأزهر الشريف في التربية والتوجيه والتوعية الدينية والأخلاقية، وسـد الثغرات المجتمعية التي تؤثر سلباً على مقدرات الأسـرة والمجتمع، فضلاً عن جهود الأزهر الشريف في مجال الإصلاح الأسري ولم الشمل والتوعية الأسرية والمجتمعية، موضحاً أنه تم إنشاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عام 2016 لمواجهة فوضى الفتاوى وتصحيح المفاهيم المغلوطة والتوعية بالمنهج الوسطي المعتدل، وتم تشكيل فرق عمل في تخصصات مختلفة لحصر أسباب حالات الطلاق وعلاجها، كما تم إنشاء وحدة التوعية الأسرية وإطلاقها بالمحافظات بالتعاون مع عدد من الوزارات.
وتابع، أنه تم تنفيذ 46 ألف ندوة توعوية خلال الفترة من عام 2018 حتى بداية عام 2022، استفاد منها نحو 4 مليون مواطن، كما تم خلال ذات الفترة تلقي 73 ألف مشكلة جميعها تتعلق بالخلافات الأسرية، ونجحت الوحدة في إنهاء 68 ألف مشكلة منها حتى الآن بالصلح، انطلاقاً من إيمان الأزهر الشريف بأن أمن الأسرة يمثل أمناً للمجتمع وأن تفكك الأسرة يجعل من الشباب والأطفال فريسة سهلة للأفكار المغلوطة والمتطرفة..