قالت ميرنا عارف مدير عام شركة مايكروسوفت، إن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة توجهاً غير مسبوق نحو التحول الرقمي، وبات التحول الرقمي ضمن أهم ركائز الدولة بما فيها من شركات تطمح لدفع النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والاستدامة، فتعتبر مصر ضمن الدول السبّاقة للتحول الرقمي حيث تسعى الحكومة إلى بناء اقتصاد معرفي ومجتمع رقمي يسهم في تحقيق غايات التنمية المستدامة ودفع عجلة التنمية وتحسين الخدمات مما يعزز ثقة المواطن ويعلي من قيم الحوكمة وذلك اتساقاً مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية مصر الرقمية.
وأضافت عارف فى كلمتها علي هامش المؤتمر الأول لامن المعلومات والأمن السيبراني، "في ظل جهود الدولة المصرية الرامية إلى تنفيذ مشروعات بناء مصر الرقمية وتطوير البنية التحتية للاتصالات، تبذل الحكومة المصرية جهوداً حثيثة في توفير بنية معلوماتية رقمية مؤَمنة حيث تولى اهتماما كبيراً بتأمين البيانات وفقا للاستراتيجية الرقمية للأمن السيبراني وذلك من خلال وضع منظومة فعالة لحماية أمن الفضاء السيبراني وبناء القدرات الوطنية المتخصصة في هذا مجال".
وقالت إن التهديدات المتزايدة للجرائم الإلكترونية ليست وليدة اللحظة، فقد كانت محل اهتمام ونقاش من قبل العديد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات العالمية والمحلية، والذين لطالما طرحوا أهمية وضع استراتيجية خاصة بالأمن السيبراني.
وخلال العامين الماضين كانت الجائحة سبباً رئيسيا للإسراع في اعتماد التقنيات الرقمية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من أجل التغلب على التحديات المصاحبة للوباء، ولكن في نفس الوقت ساهم ذلك في ارتفاع معدل الثغرات الأمنية.
وأضافت مدير مايكروسوفت، " مع توسع مستوى التهديدات المرتبط بهذه التطورات، تزداد كثافة وخطورة الهجمات السيبرانية وتشهد مصر حاليًا زخمًا في مجال أمن المعلومات والشبكات، متزامنًا مع الاهتمام الدولي بأمن المعلومات وسط تزايد الهجمات الأمنية على البنية التحتية والشبكات، وهذا جعل بعض المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي يضعا المخاطر السيبرانية في صدارة المخاطر النظامية التي تواجه النظام الاقتصادي العالمي".
وأشارت إلي أن متوسط تكلفة اختراق البيانات الفردية في الشرق الأوسط بلغ حوالي 6 مليون دولار، وهو ثاني أعلى متوسط في العالم.
وفي هذا السياق، ليس من الغريب أن تتجه المؤسسات نحو تحسين أمن المعلومات الخاص بها وجعل ذلك أولوية قصوى على اختلاف أحجامها ومجالاتها.
وأضافت ميرنا عارف ، "أصبحنا نرى بوادر إيجابية كبيرة لما تنتهجه مؤسسات المنطقة فيما يتعلق بجعل الأمن السيبراني ضمن أولويات أجندة أعمالها"." ومن هذا المنطلق، يقع الأمن السيبراني على رأس أولياتنا في مايكروسوفت، بدءاً من تأمين الشرائح الإلكترونية الصغيرة ووصولاً إلى تقنيات الحوسبة السحابية".
وقالت:" نسعى إلى توفير حلول أمنية شاملة ومتكاملة تجمع بين مزايا الأمان وتحقيق الامتثال وإمكانات الهوية والإدارة وتساهم في تمكين عمليات الرصد التقني والاستخبارات الذكية عن التهديدات، كما تساهم في تعزيز العمليات التشغيلية بما يضمن دعم المؤسسات وتأمينها على نطاق واسع عبر برامج مايكروسوفت وأجهزتها وخدماتها المختلفة".
وأكدت استثمار الشركة عالميا" أكثر من مليار دولار سنويًا في البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني، مع خطة لاستثمار 20 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتطوير حلول الأمن السيبراني ورفع الكفاءات العلمية في هذا المجال.
وقالت إن كل تلك المجهودات تسلط الضوء على أهمية المضي قدمًا وفقا لاستراتيجية واضحة للأمن السيبرانى، مشيدة بالجهود المبذولة في مصر في هذا الاطار من قبل الحكومة، مؤكدة على التزام الشركة بدعم تلك الجهود، بالشراكة والتعاون الممتد مع الحكومة المصرية لدعم الرؤى والأولويات الوطنية الخاصة بالتحول الرقمي والتوسع لبناء اقتصاد مستدام يتسم بالتنوع والابتكار ونؤكد على أن حماية المؤسسات المصرية من الأخطار السيبرانية تأتى دائما في مقدمة أولويات الشركة.