ذروة إنتاج النفط هو تعبير يشير إلى النقطة التى يصل عندها معدل الإنتاج من حقل ما إلى أعلى مستوى له، ثم يبدأ بعدها بالتراجع التدريجى، وحالها كحال كل الفرضيات، فإن هذه الفرضية لها من يتبنونها ويدافعون عنها، فى مقابل من يعارضونها ويرون أن ذروة إنتاج النفط ربما تكون صحيحة نظرياً، لكنها لا تزال بعيدة عن الواقع فى الوقت الراهن، وبالرغم من أهمية هذه الفرضية إلا أنها واجهت العديد من الانتقادات، التي من بينها أنها لم تأخذ بعين الاعتبار تغير أسعار النفط، وصعوبة تقدير كمية الاحتياطيات العظمى القابلة للإنتاج بدقة كافية، ولم تأخذ بعين الاعتبار تأثير التكنولوجيا، وذلك وفقا لدراسة دور حقول النفط الناصجة فى تلبية الطلب العالمى على الطاقة.
وتابعت الدراسة الصادرة عن منظمة "أوابك" أنه بالرغم من تلك الانتقادات، إلا أن المصادر البترولية هي مصادر غير متجددة، أى أن السؤال الحقيقى ليس إن كانت هذه المصادر ستنضب يوماً ما، بل : متى سوف تنضب هذه المصادر؟ يشير تتبع معدلات الإنتاج العالمية إلى أن بعض الدول دخلت فعلاً في طور تراجع الإنتاج.
وأوضحت الدراسة ، شكلا يبين معدلات إنتاج النفط وسوائل الغاز الطبيعى " منذ عام 1965 في سبع عشرة دولة يبدو أنها بلغت ذروة الإنتاج في عام 2004 ، وبلغ مجموع إنتاجها في ذلك العام نحو 16 مليون ب / ي ، انخفض في عام 2021 إلى أقل من 11 مليون ب / ي.
وذكرت الدراسة أنه يمكن بالتالي القول إن الحقول الناضجة هي مصادر عالمية ضخمة للبترول ، وعمليات تطوير هذه الاحتياطيات تتميز بانخفاض عامل المخاطرة ، ليس لأسباب مباشرة ، وإنما لأن هذه الحقول تكون قد مرت فعلياً بمرحلة تطوير طويلة تراكمت خلالها كمية كبيرة من المعلومات حول تكوين الحقول والمكامن وآلية الدفع ومعامل الاستخلاص ، وغيرها من البيانات ، مما يساهم في خفض عدم الموثوقية المرتبط بمختلف مؤشرات هذه الحقول، علاوة على أن حجم الاحتياطيات الجيولوجية الكبير في بعض الحقول العملاقة الناضجة يجعل أي نجاح في عمليات التطوير اللاحقة يعود بفوائد لا يستهان بها ، تساهم في تعويض تراجع الإنتاج من الدول التي بلغت فعلاً ذروة إنتاجها.