ذكرت مجلة النفط والتعاون العربى لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك " أن مصر تولى منذ سنوات اهتماما بالاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، في إطار تنفيذ إستراتيجية الدولة التي تهدف إلى التوسـع في مجالات الطاقة النظيفة الخضـراء وزيادة مساهمة نسـبة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء، وتنويع المزيج والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية.
وأضافت أنه على إثر ذلك نجحت في تنفيذ وتشغيل مشاريع متميزة في هذا المجال منها على سبيل المثال مشروع محطة الكريمات، أول مشـروع لله للطاقة الشمسية المركزة (Concentrated Solar Power, CSP) في مصر، وهي تقع على بعد 90 كم جنوب القاهرة، وتضم حقل شمسي يمتد على مساحة 1900 متر مربع، وتتميز تلك المنطقة، بارتفاع كثافة الإشعاع الشمسي التي تصل إلى 2400 كيلووات ساعة على المتر المربع / السـنة.
وتم التشغيل التجاري للمحطة في يونيو 2011، وبلغت التكاليف الإجمالية نحو 290 مليون دولار، مولها البنك الدولي، ومرفق البيئة العالمي، وبنك اليابان للتعاون الدولي60.
وأضافت، الدراسة التى نشرت بالمجلة تحت عنوان "إنتاج الهيدروجين ودورة فى عملية تحول الطاقة، أن مصـر بدأت أولى خطواتها في مجال الهيدروجين عبر الإعلان عن تأسيس لجنة وزارية في نوفمبر 2020، وذلك لإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين، وبحث فرص إنتاج واستغلال وتصدير الهيدروجين في مصر.
وتابعت الدراسة التى أعدها المهندس وائل حامد خبير الصناعات الغازية بالمنظمة ،أنه في خطوة جادة نحو الاستفادة من الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، ودراسة فرص خلق اقتصاد للهيدروجين وتحديداً الهيدروجين الأخضر في مصـر، وقعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة على خطاب نوايا مع شـركـة Siemens الألمانية في يناير 2021، لبدء المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال، وصولا إلى إمكانية التصـديراة. كما تعتزم الوزارة البحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين، مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال، حيث سيتم تحديث إستراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة.
وبخلاف الهيدروجين الأخضـر، لدى مصـر فرص يمكن وصفها بالواعدة في مجال الهيدروجين الأزرق القائم على استخدام الغاز الطبيعي، خاصة أنها تملك شبكة خطوط أنابيب ضخمة لنقل وتوزيع الغاز الطبيعي تم تشييدها على مدار عدة عقود ووصـل طولها الإجمالي إلى قرابة 68 ألف كيلومتر، علاوة على أن مصـر لديها صـناعة غازية ناضجة ومتكاملة وتعد من مصـدري الغاز الطبيعي المسال منذ عام 2005. ولديها علاقات تجارية ناجحة وراسخة مع الشـركات الأوروبية.
وبالتالي تستطيع استثمار تلك المقومات التي تملكها للدخول في مجال الهيدروجين الأزرق خاصة وأن الحكومة المصرية تسعى لأن تكون مصر مركز إقليمي لتجــارة الطاقة، ولا شك أن الهيدروجين سيكون له سوق واعد خاصة في السوق الأوروبي.