تتواصل التأثيرات السلبية للحرب الروسية الأوكرانيا على أسعار الغذاء والطاقة عالميًا، فرغم التراجع المحدود في الأسعار العالمية، إلا أنها لا تزال مرتفعة بنسبة كبيرة قياسا على الأوضاع ما قبل الحرب في أوكرانيا، حيث تصاعد التحديات التي تواجه بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا خاصة البلدان المستوردة للنفط والغذاء والتي عانت من ارتفاعات ملحوظة في عجز الموازنة لديها نتيجة زيادة تكلفة الاستيراد
وكانت أسعار النفط سجلت قفزة حادة عقب الغزو الروسي، حيث بلغت في ذروتها 130 دولارا أمريكيا للبرميل ثم نزلت لتسجل مستويات 92 دولار الآن إلا أن خفض معدلات الإنتاج الذي أعلنه تحالف أوبك بلس قد يدفع الأسعار للصعود لمستويات غير مسبوقة، وكذلك أسعار الغذاء التي ترتبط بصورة كبيرة بأسعار الطاقة والأسمدة.
وتسبب الارتفاع في أسعار النفط إلى تخفيض التوقعات بشأن معدلات نمو الدول المستوردة للطاقة ي الشرق الأوسط وأفريقيا، وفق تقرير آفاق نمو الاقتصاد العالمي الذي يصدر عن صندوق النقد الدولي، كما أن ارتفاع أسعار السلع الأولية ساهم في تفاقم التحديات الناجمة عن زيادة مستويات التضخم والدين، وتشديد الأوضاع المالية العالمية.
وتمثل أسعار الغذاء حوالي 60% من ارتفاع التضخم الكلي خلال العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما عدا بلدان مجلس التعاون الخليجي، لذلك توقعت مؤسسات مالية ونقدية أن تظل معدلات التضخم مرتفعة على مستوى المنطقة حتي نهاية عام 2022، حيث تصل إلى 13.9% وهو ما يمثل زيادة هائلة وضغط كبير على المستهلكين.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية، إن الولايات المتحدة باعت أكثر من 10 ملايين برميل من احتياطيات النفط الاستراتيجية لـ8 شركات من بينها ماراثون وإكوينور، وتأتي عمليات البيع في إطار خطة الرئيس جو بايدن المعلنة سابقا لبيع 180 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، بريان ديس، الأسبوع الماضي، إن واشنطن تدرس السحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، بعد قرار دول أوبك+ خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً في آخر اجتماع لها.