تراجع أداء صناعة تكرير النفط الخام العالمية خلال الربع الثاني من عام 2022، وبدرجات متفاوتة على مستوى المجموعات الدولية،حيث انخفضت كميات المنتجـات النفطية المكررة مـن المصافي العالمية خلال الربع الثاني من عام 2022 بنحو 760 ألف برميل/ يـوم مقارنة بالربع السابق لتصل إلى 78.9 مليون برميل/ يوم، وهو مستوى مرتفع بنحو 1.8 مليون برميل/يوم على أساس سنوي،وذلك وفقا للتقرير الربع سنوى حول الأوضاع البترولية العالمية أبريل -يونيو 2022.
وتابع التقرير الصادرعن منظمة "أوابك " في هذا السياق، ارتفاع المنتجات النفطية المكررة مـن مصـافي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنحو 240 ألف برميل/ يوم مقارنة بالربع السابق لتصل إلى حوالى 35.9 مليـون برميل/ يوم.
وذكر التقرير: "يعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انتعاش نشـاط مصـافي التكرير الأمريكية التي ارتفعت معدلات تشغيلها خلال الأسبوع المنتهي في 24 يونيو 2022 إلى 95% وهو أعلى مستوى لهـا منـذ شهر سبتمبر 2019، وسط ارتفاع الطلب المحلي مع بدء موسم القيادة والسفر الصيفي ،كمـا تحسـن نشاط مصافي التكرير في أوروبا وسط تراجع عمليات صيانة المصافي، وارتفاع هـوامش التكرير، وقوة الطلب على النفط على خلفية التعافي الملحوظ في حركة التنقل (لا سيما) السفر الجـوي الدولي".
وأضاف، أنه في المقابل، تراجع نشاط مصافي التكرير في كلاً من كوريا الجنوبية واليابان بشكل ملحوظ متأثراً بتباطؤ أداء النشاط الاقتصادي ومن ثم ضعف الطلب على المنتجات البترولية، وسط استمرار قيـود الطوارئ المرتبطة بفيروس كورونا التـي كـان لـهـا انعكاساً سلبياً كبيراً على حركة التنقل ونشاط سلاسل التوريد.
وأشار التقرير، انخفاض المنتجـات النفطيـة المـكـررة مـن مصـافي دول خارج منظمة التعاون الاقتصـادي والتنمية خلال الربع الثاني 2022 بشكل ملحوظ بلغ نحو 1 مليون ب/ي مقارنة بالربع السابق لتصـل إلى 43 مليون ب/ ي.
وتابع التقرير،يعزى ذلك بشكل رئيسي إلى تراجع نشاط التكرير في الصين، حيث توقف نحو ثلث قدرة مصافي التكرير الصينية على معالجة الوقود، على خلفية قيود الاغلاق الصارمة المرتبطة بفيروس كورونا، وكان للقيود على صادرات الوقود وتباطؤ النشاط الاقتصادي ومخاوف ضعف الطلب، دوراً في انخفاض المنتجات المكررة في الصين بنحو 1.1 مليـون ب/ي. كما تراجع أداء نشاط التكرير في روسيا متأثراً بالأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشار التقرير،انتعاش نشاط تكرير النفط في دول الشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية، والهند التي شهدت تنامي الطلب المحلي على الوقود تزامناً مع بدء موسم السفر الصيفي وموسم الحصاد الزراعي.
يذكر أن طاقة تكرير النفط العالمية قد انخفضت في عام 2021 للمرة الأولى منذ 30 عام. حيث أدى انخفاض أسعار المنتجات البترولية بسبب تراجع الطلب على النفط في ظل جائحـة فـيـروس كورونا إلى إغلاق مصافي التكرير، ممـا خـفـض مـن قـدرة التكرير العالمية، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان. ومع ذلك تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن قدرة التكرير العالمية ستتوسع بمقدار 1 مليون ب/ي عام 2022، وبمقدار 1.6 مليون ب/ي عام 2023، بدعم من مشروعات التكرير الجارية، لا سيما في الصين ودول الشرق الأوسط، وهـو مـا يتفق مع التوقعات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.