ربما لا تجلب الأعمال الصغيرة الكثير من الأموال مثل الشركات الكبرى، لكنها عنصر ضرورى بل ومساهم كبير فى دعم الاقتصاد المحلى، لأنها تقدم فرص توظيف جديدة ومن ثم تعزز حركة الأعمال وتزيد من الإنتاج والدخل، فضلا عن أنها تشكل أعمدة الشركات الكبرى فى دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى الوقت الذى تعرض فيه الاقتصاد المصرى لعدد من الضربات التى أثرت على قطاع السياحة ومن ثم على سيولة العملة الصعبة مما دفع البنك المركزى لاتخاذ قرارات صعبة تتعلق بتخفيض سعر صرف الجنيه فى شهر مارس الماضى، ومن المتوقع تخفيضه مرة أخرى لمواجهة نقص السيولة وجذب الاستثمارات، تبرز المشروعات الصغيرة كأداة يمكن من خلالها تحفيز الاقتصاد الداخلى حتى وإن كان فى إطار محدود.
وكان البنك المركزى المصرى قرر إطلاق مبادرة شاملة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتصبح مساهمًا رئيسيًا فى قطاع الإنتاج والاستثمار فى الاقتصاد المصرى، تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى وذلك بتوفير 200 مليار جنيه مصرى لدعم هذه المشروعات لتدعم بدورها اقتصاد البلاد وتوفر فرص عمل. ورصد موقع "هيوستن كرونيكال" أسباب تدفع الحكومات للتركيز على دعم المشروعات الصغيرة ومنها:
1- المساهمات:
يقول موقع "هيوستن كرونيكال" الأمريكى: إن الأعمال الصغيرة تعرف بأنها شركة يعمل بها 500 موظف أو أقل، ووفقا لإدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية، فإنها تمثل 99.7 % من جميع شركات التوظيف، ومنذ 1995، قدمت الأعمال الصغيرة 64% من الوظائف الجديدة، ودفعت 44% من إجمالى رواتب القطاع الخاص.
2- النمو الاقتصادى:
وتساهم الأعمال الصغيرة فى دعم الاقتصاد المحلى عن طريق تحقيق النمو والابتكار فى المجتمع الذى توجد فيه، لأنها أولا تقدم وظائف لأشخاص قد لا توظفهم الشركات الكبرى، فضلا عن أنها تجذب المواهب التى تخترع منتجات جديدة وتستخدم حلول مبتكرة لأفكار موجودة. وتستفيد الأعمال الكبيرة من الصغيرة داخل نفس المجتمع المحلى، لأنها تعتمد عليها لاستكمال مختلف الوظائف من خلال الاستعانة بالمصادر الخارجية.
3- التكيف مع المناخ المتغير
سبب آخر يؤكد أهمية الأعمال الصغيرة لأى اقتصاد هو قدرتها على الاستجابة والتكيف سريعا مع تغير المناخ الاقتصادى، نظرا لأنها ترتكز على خدمة العميل، فالعديد من العملاء المحليين سيظلون أوفياء للشركات الصغيرة المفضلة لديهم وسط أى أزمة اقتصادية، مما يعنى أنها تظل قادرة على تجاوز الأوقات الصعبة، ليصب ذلك بدوره فى مصلحة الاقتصاد المحلى لأى دولة. فى الوقت الذى لا تفقد فيه الكثير من الإيرادات وقت الأزمات الاقتصادية لأن إيراداتها أقل من ايرادات الشركات الأكبر.
4- مدارس ومكاتب محلية:
ميزة أخرى للأعمال الصغيرة تتمثل فى دعم المجتمع الذى توجد فيه، فعندما يرعى المستهلكون المشروعات الصغيرة، فهم يدفعون الأموال بالضرورة لمجتمعاتهم المحلية، فى الوقت الذى تدر فيه الأعمال إيرادات أكبر، مما يعنى دفعها لضرائب أكثر يمكن استخدامها فى تطوير وبناء مراكز شرطة ومراكز إطفاء الحريق ومدارس.
5- نمو مستقبلى:
الشركات الصغيرة لا تبقى جميعها صغيرة طوال الوقت، فهناك شركات كبرى بدأت صغيرة ونجحت لتصبح من أكبر اللاعبين فى السوق الدولى والمحلى مثل شركة "مايكروسوفت" التى غيرت العالم. وفكرة وجود مقر لشركة كبيرة فى مجتمع محلى من شأنها أن تساعد على توفير فرص عمل وتحفيز الاقتصاد الداخلى.