يعد قناع الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، أهم وأشهر قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذي تم اكتشاف مقبرته في 4 نوفمبر 1922، والتي ضمن الكثير من الكنوز الفريدة والجميلة، فمما يتكون ذلك القناع؟
يقول الدكتور حسين عبد البصير، خبير علم المصريات ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن قناع الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون يعد أجمل وأشهر وأغلى قطعة أثرية في العالم كله، ولقد صنع الفنان المصري القديم في عصر الأسرة الثامنة عشرة قناع الملك توت عنخ آمون من الذهب الخالص.
ويبلغ ارتفاعه 54 سم، ويصل وزنه إلى أكثر من 11 كم من الذهب الخالص. والقناع مكون من طبقتين من الذهب. ولقد ربط الصانع المصري القديم بينهما عن طريق استخدام تقنية الطرق، والقناع من روعة جماله وعبقرية تصنيعه منقوش ومصقول ومُرصع بعدد كبير من الأحجار الكريمة، وتم تقليد البعض منها بالزجاج.
أضاف، يظهر الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون مرتديًا تاج رأس الملوك الشهير في مصر القديمة، الذي نطلق عليه اسم "نِمس". وتزين التاج حية الكوبرا، رمز الربة "واجيت"، ربة ورمز مصر السفلى أو الدلتا، وأنثى العقاب، أو الربة نخبت، ربة ورمز مصر العليا أو الصعيد.
وكان ذلك الغطاء الخاص بالرأس معروفًا جدًا عند المصري القديم. ويتكون من خطوط متوازية، ويظهر الملك وهو يضع اللحية المعقوفة المقدسة الخاصة بالآلهة على ذقنه، وهي مُرصعة بالفاينس أو القاشاني، ومع الوقت، تلاشت وبهتت ألوان تلك الترصيعات، وصارت ذات لون رمادي شاحب.
واستكمل الدكتور حسين وصفه للقناع بأن عينا الملك صنعت من الكوارتزيت وحجر الأوبسيديان، أو حجر السبج. وصُنعت القلادة التي يرتديها الملك في القناع من أكثر من صف، وهي مُرصعة بقطع من الزجاج الملون تُحاكى اللازورد والچاسبر والكارنيرليان، أو العقيق الأحمر، بالإضافة إلى حجر الأوبسيديان، وكل تلك الأحجار منتظمة في 12 صفًا.
كما توجد بالجزء الخلفي للقناع خطوط طولية من الأعلى إلى الأسفل. وهي عبارة عن خطوط طولية من الكتابة الهيروغليفية، وهي منقوشة على الذهب. وهي مستمدة من نصوص كتاب "الخروج في النهار" أو " الخروج إلى النهار"، أو نطلق عليه اصطلاحًا "كتاب الموتى"، وكان من بين النصوص الدينية الجنائزية المهمة في عصر الدولة الحديثة.
وكان الهدف من وجود كتاب الموتى في الأثاث الجنائزي للمتوفى هو تأمين رحلة المتوفى أو الموتى في العالم الآخر في مصر القديمة، ويعد كتاب الموتى امتدادًا إلى ما نعرفه بـ"متون الأهرام" أو "نصوص الأهرام" في عصر الدولة القديمة، وكانت تخص الملوك والملكات فقط، وكانت تُكتب في حجرات الدفن والممرات المؤدية إليها داخل أهراماتهم.