تواجه إحدى مستشفيات علاج مرضى الأورام، أزمة في نقص التبرعات مما يفتح الباب أمام ضرورة التوسع فى إصدار الصناديق الخيرية كوعاء لجمع التبرعات والأموال المخصصة للأنشطة الاجتماعية وأعمال الخير لاستثمارها والصرف من عائدها على تلك الأنشطة، وبذلك تتحقق الاستدامة فى التمويل على مدى السنوات مما ييسر فى تخطيط النشاط ويدعم متطلبات التشغيل إذ أنه فى أغلب الأحيان يتحمس المتبرعون لتغطية المطلوب لتمويل الإنشاءات وشراء الأجهزة ويصعب بعدها توفير الموارد الدورية لتغطية نفقات الصيانة والمرتبات وغيرها من المستلزمات.
وتعرف صناديق الاستثمار الخيرية، بأنها صناديق استثمار لا توزع أرباح على حملة الوثائق وتوجه فوائضها إلى أغراض خيرية واجتماعية بهدف توفير وعاء يسمح باستفادة المشروعات والجمعيات الأهلية من عوائد الأموال.
وتحقق هذه الصناديق شفافية أكبر في كيفية إدارة الأموال من خلال الافصاحات الدورية للصناديق ونشر قوائمها المالية وإتاحة الفرصة لمن قدموا تلك الأموال من حملة الوثائق من متابعة أداء الصندوق وتحديد أوجه الصرف على الأغراض التي يرعاها، وتغييرها من فترة إلى أخرى إلى الأغراض التي يقررونها.
وحددت هيئة الرقابة المالية، الأغراض الاجتماعية أو الخيرية التى توزع عليها الأرباح والعوائد الناتجة عن استثمارات صندوق الاستثمار الخيرى حتى انقضائه، بأن تكون واحد أو أكثر من المجالات التالية: تمويل أنشطة ومؤسسات التعليم والتدريب وتقديم المنح الدراسية، الرعاية الاجتماعية ومنها المساهمة فى تمويل بناء و/أو تشغيل دور لإقامة أو رعاية الأيتام أو الأشخاص غير ذوى المأوى، أو الطلبة المغتربين غير القادرين أو المسنين وتمويل تقديم المساعدة النقدية أو العينية للأرامل والمرأة المعيلة، أو ذوى الاحتياجات الخاصة، أو الأسر الفقيرة أو الغارمين وكذا المساهمة في تمويل بناء و/أو تشغيل مراكز لرعاية الأطفال ومراكز شباب ونوادى رياضية لغير القادرين.
كما يشمل كذلك تمويل الصندوق أنشطة الرعاية الصحية: ومن ضمنها المساهمة فى تمويل بناء وتجهيز و/أو تشغيل المستشفيات ووحدات الرعاية الصحية والمراكز العلاجية وكذلك تمويل تحمل كل أو جزء من تكاليف العمليات الجراحية، أو الأدوية، أو الإقامة، أو شراء أدوية أو المستلزمات الطبية لغير القادرين، وأخيراً تطوير القرى الفقيرة والعشوائيات وكافة الأغراض الأخرى التي تهدف إلى تنمية وخدمة المجتمع والتى توافق عليها الهيئة.
وينتشر نموذج الاستثمار المؤسسى لأموال الخير، وهناك مئات من المؤسسات غير الحكومية التي لا تستهدف الربح تتلقى التبرعات وتستثمرها على مدى أجيال، وتتراوح تلك المؤسسات بين العملاقة والتي ترعى أعمال الخير اقليمياً أو عالمياً وبين المؤسسات الصغيرة للإنفاق على غرض محدد مثل ملجأ أو دار مسنين أو مركز طبى مجانى.