تتجهأسعار الذهبعلى الأجل الطويل نحو الارتفاع فى البورصة العالمية ليتخطى مستويات 2000 دولار للأونصة، ليعيد الذهب تقييم نفسه على الأجل الطويل بشكل أفضل من الأجل القصير وفقًا لمعدلات التضخم العالمية وكذلك سيناريوهات التعامل مع الفائدة، بحسب جولد بيليون.
ويتجه الذهب فى البورصة العالمية الفترة القادمة ليصل إلى 1850 دولار خلال الشهر الأول من 2023 مدفوعًا بتوقعات تشديد السياسة النقدية وكذلك ارتفاع معدلات التضخم عالمياً.
وأشار تقرير لتحليل سوق الذهب، إلى أن الذهب ارتفع إلى أعلى مستوى فى 5 أشهر حيث أن بيانات التضخم رفعت الآمال بشأن إتجاه بنك الاحتياطى الفيدرالى حول إبطاء رفع الفائدة، وأكد التقرير أن الارتفاع المتوقع للذهب مشروط بشكل كبير بتحركات أسواق الأسهم وتحرك السيولة، كما أن أداء الذهب خلال عام 2032 سيكون أفضل بكثير عن أداء فى عام 2022.
وعن تحركات الذهب خلال 2022، قالت جولد بليون، أن الذهب بدأ العام بتداول بالمستويات 1825 – 1850 دولار ومن الصدفة أنها نفس المستويات التى يتداول عليها الذهب الآن، أى وفقًا لهذه المستويات فان الذهب لم يخسر ولم يكسب خلال هذه السنة إذا حافظ على هذه المستويات.
وذكر التقرير، أن الذهب مر على مدار 2022 بعدة مراحل أولها مرحلة بداية العام حتى شهر مارس، حيث ارتفع الذهب ووصل إلى مستويات قياسية عند 2050 دولار مدفوعًا بالتوترات الجيوسياسية والحرب الروسية – الأوكرانية، وكذلك الموجة التضخمية العنيفة التى ضربت العالم.
وتابع التقرير أن المرحلة الثانية التى مر بها الذهب هى مرحلة تشديد السياسة النقدية (من مارس 2022 إلى الآن) ومع ارتفاع التضخم بدأ ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير جدًا سمى فيما بعد بماراثون أسعار الفائدة، حيث رفع أمريكا الفائدة 6 مرات خلال العام لتصل إلى 4.5% فى أكبر ارتفاع لأسعار الفائدة، كما ويُعد ارتفاع أسعار الفائدة من الأسباب الرئيسية لإنخفاض الذهب بشكل كبير، إذ أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدى إلى زيادة أسعار العائدة على السندات وهو عائد خالى من المخاطر، وبالتالى تذهب الأموال إلى شراء السندات والدولار والبعد عن الذهب، وذلك بالرغم من ارتفاع التضخم فى كل انحاء العالم.
واختتم التقرير أن المرحلة الثالثة التى مر بها الذهب بنهاية عام 2022، فقد تشهد أسعار الذهب عدة تغيرات مع نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة فى الذهب وذلك لتوقع انتهاء ماراثون أسعار الفائدة واستمرار الضغوط التضخمية ومن ثم حدوث زيادة فى أسعار الذهب عالمياً.
أونصة الذهب 2022يرى يورغ كينر كبير مسؤولى الاستثمار لدى Swiss Asia Capital أن سعر الذهب قد يقفز فى 2023 إلى 4000 دولار للأونصة، وقال كينر، أن زيادة معدلات الفائدة والمخاوف المتعلقة بالركود تبقى على تقلبات السوق، مما قد يدفع سعر الذهب عند مستوى يتراوح ما بين 2500 دولار و4 آلاف دولار للأونصة فى وقت ما العام المقبل.
وأضاف فى تصريحات نقلتها وكالات الانباء العالمية: هناك فرصة جيدة لأن يشهد سوق الذهب تحركاً كبيراً، فالسوق لن يشهد مجرد ارتفاع بنحو 10% أو 20% لكنه سيحقق ارتفاعات جديدة حقاً وتوقع أن تشهد العديد من الاقتصادات ركوداً بسيطاً فى الربع الأول من 2023 مما قد يدفع البنوك المركزية لإبطاء وتيرة التشديد النقدى ويجعل الذهب أكثر جاذبية، كما شدد على مسألة أن المعدن الأصفر هو الأصل الوحيد الذى يمتلكه كل بنك مركزي.
ووفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية 400 طن من الذهب فى الربع الثالث من العام 2022 وهو أكثر من ضعف المشتريات القياسية التى سجلتها البنوك فى نفس الفترة من 2018 عند 241 طن.
كما شدد كينر على أهمية حيازة الذهب فى ظل استمرار ارتفاع التضخم فى العديد من أنحاء العالم، مضيفاً: الذهب هو وسيلة جيدة للغاية للتحوط ضد التضخم وخلال فترات الركود التضخمى ويشكل إضافة رائعة للمحفظة.