افتتح أحمد عيسي وزير السياحة والآثار والدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف برفقة اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس للآثار، مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمي بمنطقة القاهرة التاريخية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإحيائه بالتعاون مع طائفة البهرة، وتحت إشراف قطاعي المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.
مشروع الترميم بدأ في فبراير 2017، حيث شملت الأعمال صيانة دورية لدرء الخطورة وحماية حوائط المسجد من أثر الرطوبة والأملاح، بالإضافة إلى أعمال تهوية وتدعيم الحوائط ومعالجة بعض الشروخ.
وتم الانتهاء من ترميم كافة الأعمال الخشبية بالمسجد من أبواب والمنبر وروابط خشبية مزخرفة أسفل أسقف المسجد، فضلا عن أعمال الترميم الدقيق للمحاريب بالمسجد مع تغيير الستائر التى تغطى فتحات العقود المطلة على الصحن، وتجديد شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية ورفع كفائتها، كما تم إضافة شبكة من كاميرات المراقبة وترميم الثريات ( النجف) بإيوان القبلة وصيانة واستكمال المشكاوات والقناديل الزجاجية بإيوانات المسجد وإضافة فوانيس جديدة كوحدات للإضاءة مطلة على الصحن مع صيانة الإضاءة المتخصصة للواجهة الخارجية، بالإضافة إلى صيانة كافة أرضيات الأيونات والصحن الرخامية بالمسجد طبقا للأصول الفنية والأثرية.
ويتمز مسجد الحاكم بأمر الله بوجود المدخل الرئيسي البارز بالواجهة الرئيسية - الشمالية الغربية والذى يعد أقدم أمثلة المداخل البارزة بمصر حيث أخذ الفاطميون فكرته من مسجد المهدية في تونس، وقد قام جامع الحاكم بنفس الدور الذي كان يقوم به جامع الأزهر في ذلك الوقت من حيث كونه مركزًا لتدريس المذهب الشيعي، كما اشتهر بجامع الخطبة وجامع الأنور.
وتخطيط المسجد عبارة عن مساحة شبه مربعة يتوسطها صحن أوسط مكشوف سماوي يحيط به أربعة ظلات أكبرها وأوسعها ظلة القبلة في الجانب الجنوبي الشرقي المكونة من خمسة أروقة، أما الظلة الشمالية الشرقية فتتكون من رواقين فقط، أما الظلتان الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فيحتوي كل منهما علي ثلاثة أروقة، كل رواق به مجموعة من العقود، ويعلو واجهته الرئيسية مئذنتين، وقد توالت الاصلاحات والترميمات على المسجد بعد تعرضه للتخريب جراء زلزال مدمر حدث عام 1302 م، وإتخذته الحملة الفرنسية مقراً لجنودها واستخدمت مئذنتيه كأبراج للمراقبة. وقد استخدم رواق القبلة والصحن من قبل لجنة حفظ الآثار العربية كأول متحف إسلامي بالقاهرة أطلق عليه دار الآثار العربية، قبل نقل القطع الى متحف الفن الاسلامي بباب الخلق، كما تحول الرواق الجنوبى الغربى وجزء من الرواق الشمالى الغربى إلى مدرسة ابتدائية عُرفت بـ " السلحدار الابتدائية.
تجدر الإشارة الى أنه تم تجديد بعض أجزاء المسجد في أوائل القرن الثالث عشر بعد أن جدّد السيد عمر مكرم بعض أجزاء المسجد وكسا القبلة بالرخام، وأضاف منبرًا ومحرابًا بجوارها.