الاستثمار الأجنبي هو قيام شخص ما بالاستثمار المالى والتجارى فى دولة أخرى غير دولته وذلك من خلال أكثر من طريقة ووسيلة، وينقسم الاستثمار الأجنبي إلى استثمار مباشر واستثمار غير مباشر وفى التقرير التالي نشرح أنواع الاستثمار .
1- الاستثمار الأجنبى المباشر
الاستثمار المباشر يتم من خلال حصول الشخص على حقوق وأصول تجارية في دولة أجنبية أخرى. كما يتم من خلال قيام إحدى الشركات المعروفة في الاستثمار في دولة أخرى من خلال إنشاء بعض المشاريع التنموية.
أنواع الاستثمار الأجنبى:
ينقسم الاستثمار الأجنبى إلى ثلاثة أنواع رئيسية هم:
الاستثمار الأفقى:
يتجه المستثمر من خلال هذا النوع إلى القيام بنفس النشاط التجاري الذي يمارسه في دولته ولكن في دولة أخرى.
الاستثمار الرأسى: يتجه المستثمر من خلال هذا النوع إلى القيام بنشاط مختلف ولكن مقارب لنفس النشاط التجاري الذي يمارسه في دولته ولكن في دولة أخرى.
الاستثمار المختلط: يتجه المستثمر من خلال هذا النوع إلى القيام بممارسة نشاط تجاري مختلف ومغاير للنشاط الذي يمارسه في دولته ولكن في دولة أخرى.
آليات عمل الاستثمار الأجنبي المباشر
يحتاج الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أسواق مفتوحة تهيئ للمستثمرين العمل في أجواء مريحة نشطة توفر لهم الأيدي العاملة الموهوبة وأصحاب الخبرة.
يتخذ الاستثمار الأجنبي المباشر عدة أشكال منها الاستحواذ على أسهم شركات أجنبية؛ الاندماج مع شركات أجنبية، إقامة فروع للشركة بالدول الأجنبية”.
أنواع الاستثمار المباشر
يتم تقسيم الاستثمار الأجنبي المباشر وفق آلية عمله بالسوق المحلي وطريقة إداراته إلى ثلاث أنواع رئيسية شركات جديدة، شركات مشتركة، شركات استحواذ، وكلاً من هذه الأنواع تتشابه في العوائد الناتجة على الاقتصاد المحلي على المدى البعيد ولكنها تختلف في عوائدها على المدى القريب.
الاستثمار في الشركات الجديدة
يتم هذا النوع من خلال قيام شركة عالمية كبرى بالتوسع في إحدى الأسواق المحلية المفتوحة بدولة أخرى من خلال إنشاء فروع جديدة لها لعرض السلع والمنتجات الخاصة بها.
يكون للشركة الأجنبية في هذا النوع الحق في الإشراف المباشر على جميع الأنشطة التجارية مثل " الإدارة، والتشغيل، والتسويق" وغيرها من الأنشطة الأخرى التي تضمن تحقيق الأهداف الاقتصادية.
تستفيد الشركة الأجنبية عند الاستثمار في هذا النوع من خلال توسيع انتشارها وتواجدها إلى جانب تحقيق طفرة ونمو في مواردها المادية وغير المادية.
الاستثمار في الشركات المشتركة
يتم هذا النوع من الاستثمار من خلال قيام عدد من المستثمرين بالاشتراك لإنشاء شركة تجارية تعمل ضمن الاقتصاد المحلي.
يتشارك جميع المستثمرين الأجانب والمحليين في الإشراف على جميع أنشطة الشركة والتي منها ” رأس المال، والأصول، والموارد، والإدارة، والتشغيل” وغيرها من الأنشطة التي تضمن تحقيق أهداف الشركة الاقتصادية.
يحقق الاقتصاد المحلي أعلى عوائد ممكنة في هذا النوع من الاستثمار مقارنة بالنوعين الآخرين.
يساعد هذا النوع من الاستثمار في نمو منظومة الاقتصاد المحلي على المدى البعيد.
الاستثمار في شركات الاستحواذ
يتم من خلال هذا النوع من الاستثمار قيام إحدى الشركات الأجنبية بالاستحواذ على شركة محلية قائمة بالفعل من خلال شراء النسبة الأكبر من أسهمها.
تحصل الشركة الأجنبية على الحق في الإدارة وبالتالي تعمل على تطوير استراتيجيات الشركة ومنتجاتها وتنهض بها إلى مستوى عالي من الإنتاج.
يتأثر الاقتصاد المحلي بشكل إيجابي كبير جراء القيام بهذا النوع من الاستثمار كما يتزايد الطلب عليه.
يعتمد الاقتصاد المحلي على هذا النوع من الاستثمار عند الحاجة إلى تخصيص مرافقه وخدماته.
تحقق الشركات الأجنبية عوائد مادية وغير مادية كبيرة تتفوق على تلك التي تحصل عليها عند الاستثمار في الشركات الجديدة.
كيف يؤثر الاستثمار الأجنبي المباشر على الاقتصاد؟
تظهر الأبحاث أن زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر تؤدي إلى معدلات نمو أعلى في البلدان المتقدمة مالياً مقارنة بالمعدلات التي لوحظت في البلدان الفقيرة مالياً.
تؤثر الظروف المحلية ، مثل تطور الأسواق المالية والمستوى التعليمي للبلد ، على تأثير الاستثمار الأجنبي المباشر على النمو الاقتصادي.
مميزات الاستثمارات الأجنبية المباشرة:
1- الاستثمار الأجنبي المباشر بطبيعته استثمار منتج ، فهو بالضرورة استغلال أمثل لما يستعمله من موارد ، حيث لا يقدم المستثمر الأجنبي علي استثمار أمواله وخبراته في الدول المتلقية إلا بعد دراسات معمقة عن الجدوي الاقتصادية للمشروع وكافة بدائله التكتيكية والفنية المتاحة .
2- يساهم الاستثمار الاجنبي المباشر في عمليات التنمية الاقتصادية ، وذلك من خلال الوافرات الاقتصادية والمنافع الاجتماعية التي تحقق نتيجة لتواجده .
3- الاستثمار الأجنبي المباشر كوسيلة لخلق مناصب الشغل وكذا توسيع نطاق السوق المحلية ومن جهة أخرى يساهم في نقل التكنولوجيا إلى البلد المضيف ، إضافة إلي أنه يدعم مبادلات التجارة الخارجية ، من خلال اتجاهه للاستثمار في صناعات التصدير خاصة في تلك التي يتميع فيها البلد المضيف بميزة مقارنة ببلد المنشأ .
4- يتصف الاستثمار الاجنبي المباشر بالتغير ، حيث يتميز بتحركاته جريا وراء الربح وبذلك فهو ينتقل إلى الأماكن التي توفر له أعلى الأرباح ، أين توجد التسهيلات والإعفاءات واليد العاملة الرخيصة .
5- يتميز الاستثمار الاجنبي المباشر عن كل من القروض التجارية والمساعدات الإنمائية الرسمية – التي أصبحت شديدة المشروطية – في أن تحويل الأرباح المترتبة عليه يرتبط بمدي النجاح الذي تحققه المشروعات المحولة عن طريق هذا الاستثمار ، بينما لا يوجد أي ارتباط بين خدمة الديون ومدي نجاح المشروعات التي تستخدم فيه .
6- يتجه الاستثمار المباشر إلى الدولة المضيفة التي يحقق فيها أكبر عائد صافي بعد طرح أو خصم المخاطر والتكاليف ، وبذلك فهو يتجه بكثرة إلى الدول ذات مناخ الاستثمار الملائم والمناسب .
أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة :
1- وسيلة تمويلية خارجية وبديلة :
الأهمية التي تكتسبها الاستثمارات الأجنبية المباشرة مقارنة بالأشكال الكلاسيكية للتمويل الخارجي ، أنها جديرة بأن تكون وسيلة تمويلية خارجية بديلة ، بحكم انعكاساتها الحميدة علي اقتصاديات الدول المضيفة ، وان الحصول علي الاستثمارات مقارنة بالقروض الخارجية قد عرف تزايداً ، مقارنة بالقروض الخارجية قد عرف تزايدا ، مقارنة بالقروض التي عرف حجمها تناقصا ، وهذا ما يؤكد علي أن الدول أضحت تفضل الاستثمارات الأجنبية المباشرة بدل اللجوء غلى الاستدانة الخارجية .
2 - عنصر تكميلي للمواد المحلية وعاملا لتحسين الاستثمار المحلي :
الاستثمارات الأجنبية المباشرة هي تدفق رؤوس الأموال طويلة الأجل تسمح بتكملة الموارد المحلية ، ومن ثم تغطية النقائص التي يمكن أن تواجه الدول المضيفة عند قيامها بتمويل البرامج التنموية ، إلى جانب أنها تساهم في تمويلها وتحسين استثمارها المحلي .
2- أهميتها في نقل التكنولوجيا :
تمثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوسيلة الحقيقية التي بموجبها يتسني للدول المستقطبة له من إمكانية الحصول علي مختلف المعارف التكنولوجية واكتساب مؤهلات الإدارة والتنظيم الحديثين .
ويمكن تلخيص أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في نقل التكنولوجيا في الآتي :
- وصول أحدث التقنيات في مجالات الاستثمار ، والتي يمكن من خلالها الاستفادة القصوي من ثروات البلد وزيادة المردود الاقتصادي خاصة عند تقليل تصدير المواد الخام وتصنيعها محلياً .
- إيجاد فرص للعامل الوطني للاحتكاك بالخبرات الأجنبية ، والتدرب علي هذه التقنيات يؤدى إلى بروز هذا العامل وحصوله علي خبرة فنية عالية .
- تتطلب هذه التقنيات مراكز بحث وتطوير وتدريب وهذا ما يدعو إلى إنشاء تلك المراكز محلياً مما يعود بالفائدة في هذا المضمار للدولة المضيفة .
- سوف يترتب علي قدوم مثل هذه التقنيات ، متطلبات تطوير الخدمات والمنافع العامة وزيادة الطلب عليها .
- إيجاد آلية خلق المنافسة بين المستثمرين سوف يؤدى إلى اهتمامهم بجلب أفضل التقنيات والأنظمة مما يشكل بعدا آخر لتوطين التقنية .
كما يمكن تلخيص أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في نقل مؤهلات التيسير والتنظيم في الآتي :
- أنها عامل من عوامل نقل مؤهلات التسيير والإدارة ، إذ عن طريق اجتذابها يمكن للشركات الأجنبية أن تساهم في إقحام أساليب إدارية حديثة ومتطورة .
- تنمية المهارات الإدارية للمؤسسات المحلية في حال المحاكاة ، أو عبر إثارة حماسها في تنمية المهارات الإدارية بها حتى تكون قادرة علي منافسة الشركات الأجنبية .
ثانيا : أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالنسبة للدول النامية :
يمكن النظر إلى أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف الاقتصاديات من خلال مؤشر نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر لتكوين رأس المال الثابت ومؤشر نسبة الرصيد المتراكم من الاستثمار الأجنبي المباشر للناتج الداخلي الخام .
وقد تصاعدت خلال العقد الأخير من القرن الماضي أهمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة للدول النامية .
- أنها تعتبر كأحد مصادر رأس المال والخبرات الإدارية .
- أنها تعتبر كإحدي وسائل توطين التكنولوجيا والنفاذ إلى الأسواق العالمية .
- أنها تعتبر كنتيجة للتغيرات الأساسية التي طرأت علي هيكل الاقتصاد العالمي .
- أنها أكبر مصدر للموارد المالية الخارجية اللازمة للتنمية في الدول النامية .
- يكون البلد أكثر تنافسية كلما كانت قدرته أكبر علي جذب الاستثمارات الأجنبية .
- تحولت الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى ميدان لتنافس محموم بين الدول .
- يمكن تحسين جاذبية هذه الدول من خلال إجراء بعض التعديلات منها مثلا : فتح قطاعاتها الاقتصادية ، تقديم العديد من التسهيلات والامتيازات والحوافز ، توفير سياسات تجارية وأسعار صرف لحماية الصناعات الناشئة