يتساءل البعض عن اسباب ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء، رغم تثبيت سعره فى السوق الرسمى، وكذلك عدم لجوء البنك المركزى لتخفيض العملة المحلية أمام الدولار الأمريكى، لكن هناك بعض العوامل التى تؤثر فى السوق الموازى ارتفاعا وهبوطا.
لعل العرض والطلب هو السبب الأبرز لحدوث تراجع أو ارتفاع للعملة الأمريكية، حيث يلجأ كبار التجار والمستوردين، للسوق الموازى لتلبية احتياجاتهم، خاصة للطلبيات والصفقات التى تحتاج كميات كبيرة من العملة الأمريكية مثل استيراد ماكينات للمصانع، أو استيراد بعض المواد التى تدخل فى صناعة الحديد والأسمنت والأسمدة وغيرها، وهنا يكون الطلب على العملة الأمريكية كبير جدا ويحدث حالة من الاستنزاف تجعل أسعار الأخضر الأمريكى فى ارتفاع مستمر.
وكذلك من بين العوامل التى تدفع الدولار للارتفاع بالسوق الموازى، هو عدم تلبية المصارف الرسمية حاجات المستوردين، خاصة وأن طلب العملة الأجنبية من البنوك أصبح يأخذ وقتا كبيرا خاصة للمبالغ الكبيرة، مما يجعل السوق الموازى هو السبيل الوحيد لتلبية هذا العجز، ولسرعة تدبير الاحتياجات من خلاله، لأن هناك إجماعا من التجار والمستوردين، والمتعاملين فى سوق العملة أن عطاء البنك المركزى وهو 120 مليون دولار كعطاء أسبوعى لا يلبى الاحتياجات.
ويتأثر سوق الدولار الموازى بالشائعات التى تخرج من حين إلى آخر عن نية البنك المركزى، لخفض العملة المحلية أمام الدولار، ما يخلق حالة من الذعر لدى المتعاملين ويدفعهم لجمع أكبر كميات من العملة الأمريكية، وهو ما يزيد الطلب على الدولار ويرتفع سعره.
أما لجوء المواطنين لاستبدال العملة المحلية بالدولار، كملاذ آمن، تعد من المشكلات التى تواجه سوق الدولار الموازى، خاصة ازدياد الطلب على الدولار من مواطنين عاديين فى الفترة الأخيرة، وسط الشائعات التى تطارد العملة المحلية لخفضها مجددا.
أما مكاتب الصرافة، فبعد إغلاق عدد غير قليل لها نتيجة تعاملهم فى السوق السوداء، فإنها لا تزال تتعامل فى العملة الأجنبية بأسعار السوق السوداء وليس الموازى، مؤكدين أن المشكلة تكمن فى سياسات البنك المركزى وليس فى مكاتب الصرافة، فى ظل عجز البنوك عن تلبية احتياجات الأسواق.
"الكيف" يرهق سوق الصرف.. المخدرات تستحوذ على 13% من السوق السوداء للدولار.. تجار الممنوعات يدبرون عملة بـ4.5 مليار دولار سنويا لاستيرادها.. طن الكوكايين يكلف السوق السوداء 85 مليون دولار والهروين 24