شهدت أسعار الذهب، تراجعات كبيرة لتخرج من نطاق التداولات الذي استمر لأكثر من 4 أسابيع في طريقها إلى تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ يناير الماضي، وذلك مع تمسك البنوك المركزية حول العالم بالتشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة.
تتداول أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة- وقت كتابة التقرير- عند المستوى 1917 دولار للأونصة مسجلة ارتفاع بنسبة 0.2% وذلك بعد أن سجلت أدنى مستوى منذ منتصف مارس الماضي عند 1910 دولار للأونصة.
من ناحية أخرى انخفضت أسعار الذهب أمس بنسبة 1% ليغلق تحت مستوى الدعم 1930 للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، حيث استمر انخفاض الذهب لأربعة جلسات متتالية حتى استطاع كسر مستوى الدعم والخروج من نطاق التداولات الذي تحكم في حركة الذهب منذ منتصف مايو الماضي.
وقال التقرير، إن الضغط السلبي على أسعار الذهب متزايد منذ اجتماع البنك الفيدرالي الأخير وإشارته إلى استمرار التشديد النقدي، ولكن الضغط تزايد أمس وفشل الذهب في الصمود والمقاومة ليستسلم لقوى البيع في النهاية والتي دفعته إلى مستويات 1910 دولار للأونصة استعداداً لمزيد من الهبوط.
أدلى رئيس الفيدرالي جيروم باول بشهادته لليوم الثاني أمام الكونجرس الأمريكي، وأكد خلالها بوضوح للمرة الثالثة أن البنك يرى رفع الفائدة مرتين اضافيتين هذا العام، بالإضافة إلى استبعاد فكرة خفض الفائدة فى وقت قريب، والتركيز على البيانات الاقتصادية وتحرك الفائدة وفقاً لها.
أشار باول إلى أن أغلبية أعضاء البنك يؤيدون الاستمرار في رفع الفائدة للسيطرة على التضخم وخفض معدلات الإنفاق للوصول إلى مستهدف البنك للتضخم عند 2%، بينما يرى باول أنه الاقتصاد الأمريكي قد ينجو من الركود الاقتصادى ويصل إلى مستهدف النمو.
تمسك الفيدرالي بالتشديد النقدي واستمراره في رفع الفائدة دفع البنوك المركزية حول العالم إلى أن تحذو حذوه، فقد قام البنك المركزي البريطاني أمس بمفاجأة الأسواق ورفع الفائدة 50 نقطة أساس دفعة واحدة لتصل إلى 5% بعد أن كان المتوقع أن يقوم برفع 25 نقطة أساس فقط، وذلك مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم في بريطانيا، أيضاً البنوك المركزية في كل من النرويج وسويسرا وتركيا قامت برفع الفائدة في محاولة لإبطاء التضخم فى بلدانهم.
الإجماع العالمي على محاربة التضخم واستمرار التشديد النقدي ورفع الفائدة كان الضربة القاضية بالنسبة للذهب يوم أمس، فالعدو الأول للذهب هو رفع الفائدة الذي يزيد من تكلفة الفرصة البديلة كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات.
الأسواق الآن تقوم بتسعير احتمال بنسبة أعلى من 70% أن يقوم البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في يوليو، خاصة بعد تثبيت الفائدة خلال اجتماعه في يونيو الجاري.
من جهة أخرى حقق الدولار الأمريكي استفادة من تأكيد رئيس الفيدرالي في شهادته أمام الكونجرس على رفع الفائدة مرتين هذا العام، فقد ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال تداولات اليوم بنسبة 0.6% ليرتفع لليوم الثاني على التوالي بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر خلال تداولات الأمس.
استطاع الدولار الأمريكي بهذا أن يعوض خسائره التي يشهده خلال الفترة الأخيرة في طريقه إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي، وذلك بدعم من تحركات البنوك المركزية بالإضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الأمريكية.
يتداول العائد على السندات الأمريكية بالقرب من مستويات قياسية وهو الأمر الذي يساهم في دعم مستويات الدولار بالإضافة إلى زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب.