عادتأسعار الذهبالفورية إلى الارتفاع وإعادة اختبار منطقة 1930 – 1937 دولار للأونصة كما أشرنا في تقرير أمس الجمعة، ولكن فشل الذهب في اختراق هذه المنطقة والإغلاق فوق المستوى 1930 دولار للأونصة ليتحقق لدينا أول إغلاق أسبوعي تحت هذا المستوى منذ الأسبوع الأول من شهر مارس.
الآن تتزايد فرص هبوط أسعار الذهب إلى المستوى الرئيسي عند 1900 دولار للأونصة ومن بعده مستوى 1880 دولار للأونصة، خاصة مع إغلاق الأسعار لثلاثة أيام متتالية تحت المتوسط المتحرك لـ 100 يوم المتواجد عند مناطق 1937 دولار للأونصة.
وسجلت أسعار الذهب أكبر انخفاض أسبوعي منذ فبراير الماضي مع تزايد ضغوط البيع لتكسر مستوى دعم نطاق التداول الذي سيطر على تحركات الذهب منذ منتصف مايو الماضي، ليسجل الذهب أدنى مستويات منذ منتصف مارس الماضي، بحسب التحليل الفني لجولد بيليون.
انخفضت أسعار الذهب الفورية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% ليفقد الذهب 37 دولار من قيمته ويسجل أدنى مستوياته منذ منتصف شهر مارس الماضي عند المستوى 1910 دولار للأونصة.
استمرت ضغوط البيع على المعدن النفيس حتى استطاع كسر مستوى الدعم عند 1930 دولار للأونصة وهو الحد السفلي لنطاق التداول الذي استمر في احتواء الذهب لأكثر من شهر، ليغلق الذهب تداولات الأسبوع عند المستوى 1920.
السبب الرئيسي وراء الانخفاض الكبير في أسعار الذهب هو شهادة رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي والتي أوضح خلالها استمرار التشديد النقدي من قبل البنك واستمرار عمليات رفع أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام بما قد يصل إلى رفع الفائدة مرتين.
أيضاً استبعد رئيس الفيدرالي فكرة خفض الفائدة في وقت قريب وأشار إلى ضرورة التركيز على البيانات الاقتصادية وأن تحركات الفائدة ستكون وفقاً لتغير البيانات.
وأشار باول أن أغلبية أعضاء البنك يؤيدون الاستمرار في رفع الفائدة للسيطرة على التضخم وخفض معدلات الإنفاق للوصول إلى مستهدف البنك للتضخم عند 2%، بينما يرى باول أنه الاقتصاد الأمريكي قد ينجو من الركود الاقتصادي ويصل إلى مستهدف التضخم.
بالإضافة إلى هذا قام البنك المركزي البريطاني الأسبوع الماضي برفع الفائدة 50 نقطة أساس لتصل إلى 5% بعد أن كان المتوقع أن يقوم برفع 25 نقطة أساس فقط، وذلك مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم في بريطانيا. كما قامت البنوك المركزية في النرويج وسويسرا وتركيا برفع الفائدة في محاولة لإبطاء التضخم في بلدانهم.
تمسك البنوك المركزية حول العالم برفع أسعار الفائدة واستمرار التشديد النقدي لمحاربة التضخم ألقى بآثاره السلبية على أسعار الذهب الذي يتأثراً سلباً برفع الفائدة كونها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات.
الأسواق تقوم بتسعير احتمال بنسبة أعلى من 70% أن يقوم البنك الفيدرالي برفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم في يوليو، بينما اختفت الرهانات على خفض أسعار الفائدة هذا العام.
في المقابل استطاع الدولار الأمريكي في الارتفاع خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الهبوط، حيث ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات خلال الأسبوع المنتهي بنسبة 0.6% بعد تسجيله أدنى مستوى منذ 6 أسابيع.
هذا وقد ارتفع العائد على السندات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي ليسجل مستويات قياسية وذلك في ظل توقعات رفع أسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر تأثراً بتغير أسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى منذ بداية مارس الماضي عند 4.810%.
ارتفاع العائد على السندات يعمل على جذب الاستثمارات بعيداً عن أسواق الذهب التي لا تقدم العائد لحائزيه.