التذبذب الحالي في أسعار الذهب العالمي يأتي في ظل محاولات المستثمرين لخلق توازن بين مخاوف الركود الاقتصادي وبين استمرار التشديد النقدي للبنوك المركزية ورفع أسعار الفائدة، وهو ما نتج عنه التذبذب الحالي فى الذهب بدون اتجاه واضح، وإن كان الاتجاه الهابط هو الغالب حالياً على حركة الذهب.
يصدر هذا الأسبوع بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري عن الاقتصاد الأمريكي، والذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدة البنك الفيدرالي، ومن المتوقع أن يستمر التضخم على المستوى السنوى عند 4.7% خلال شهر مايو دون تغير عن القراءة السابقة.
على الرغم من توقع استقرار التضخم الأمريكي في مايو إلا أنه يبقى أعلى بكثير من مستهدف البنك الفيدرالي عند 2%، وهو ما يدفع البنك إلى التمسك بسياسة التشديد النقدي والاستمرار في رفع الفائدة.
من جانب آخر سيكون هناك فرصة للأسواق للاستماع إلى رئيسة المركزي الأوروبي لاغارد جنبًا إلى جنب مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ورؤساء البنوك المركزية العالمية الأخرى، في حلقة نقاش في المنتدى السنوي للبنك المركزي الأوروبي في سينترا في البرتغال يوم غد الأربعاء.
من المرجح أن يكون التضخم في مقدمة المواضيع خلال هذا المنتدى، بالإضافة إلى معرفة توجهات البنوك المركزية الأكبر في العالمي خلال النصف الثاني من العام.
هذا وتضع الأسواق حالياً تسعير برفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال شهر يوليو بمقدار 25 نقطة أساس باحتمال بنسبة 77%، على أن تبدأ أسعار الفائدة في الانخفاض بداية من العام القادم بشكل تدريجي.
عاد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع اليوم بعد أن انخفض يوم أمس لأدنى مستوياته منذ 3 أسابيع، ليرتفع اليوم بنسبة 0.6% عند المستوى 3.744%، بينما تراجع العائد على السندات لأجل عامين اليوم بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 4.668%.
على الرغم من التذبذب الحالي في العائد على السندات إلا أنه يبقى بالقرب من مستويات قياسية، وهو ما يؤثر سلباً على أسعار الذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائد لحائزيه ليزيد هذا من تكلفة الفرصة البديلة للذهب.