أكدت منظمة تجمع السوق الأفريقية المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا – الكوميسا على أن انتشار تكنولوجيا الهاتف المحمول خلال الأعوام القليلة الماضية عزز من نمو التجارة البينية الأفريقية بشكل كبير خاصة فى بعض الدول التى تتبنى تكنولوجيا متقدمة فى هذا المجال ومنها رواندا وكينيا.
وقال سنديسو نجوينيا، سكرتير عام منظمة الكوميسا، فى بيان للمنظمة، اليوم، تلقت وكالة أنباء الشرق الأوسط نسخة منه، إن المبادرات المتميزة، مثل مبادرة "شبكة واحدة" لخدمات الهواتف المحمولة فى منطقة الكوميسا، عززت من حرية التجارة فى منطقة الكوميسا نتيجة انخفاض رسوم الخدمات، مشيرا إلى أنه كلما تطورت تكنولوجيا الهواتف المحمولة، كلما ازدادت فرص دعم التجارة بين الدول وتحويل أفريقيا إلى مركز تكنولوجى يتطلع إليه المستثمرون حول العالم.
وأضاف أن انتهاج دول أفريقية، مثل رواندا لسياسة تحفيز شركات تكنولوجيا المعلومات والهواتف المحمولة على استقدام أحدث التقنيات فى هذا المجال أثر بالإيجاب على تقدم القارة تكنولوجيا، داعيا الدول الأفريقية الأخرى "للاقتداء بالنموذج الرواندى والاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة إذا ما أرادت القارة الأفريقية أن تزدهر.
من جانبه، قال المدير التنفيذى بمجلس التنمية الرواندى فرانسيس جاتارى، إن نسبة انتشار الهواتف المحمولة فى رواندا تقدر بنحو 70% وهى آخذة فى النمو، موضحا أن تسهيل استخدام خدمات الهواتف المحمولة، إلى جانب جهود الحكومة الرواندية لتعزيز خدمات الإنترنت فى البلاد، أدى إلى تنوع الخيارات التجارية المتاحة لكل من الشركات والمستهلكين على حد سواء.
وأكد على أن اقتصاد الهواتف المحمولة يعد أحد المجالات التى يمكنها أن تحول أفريقيا بأكملها، وليس رواندا فقط، إلى مركز تكنولوجى عالمى.
وأفادت دراسة مسحية أجرتها مؤسسة "أفريكا بيزنس بانل" للدراسات الاقتصادية بأن نسبة انتشار الهواتف الذكية فى أفريقيا ارتفعت من 76% عام 2013 إلى 89% عام 2015 وهى آخذة فى النمو بمعدلات سريعة.
وقالت الدراسة إن اندماج أفريقيا بشكل أكبر مع تكنولوجيا الهاتف المحمول أدى إلى إتاحة الفرصة للشركات العاملة فى هذا المجال للنظر فيما يمكن إضافته لعملياتها التجارية ويعود بالنفع فى نفس الوقت على الاقتصادات المحلية.
وتشهد أفريقيا منذ سنوات نموا قويا فى استخدام النطاق العريض للإنترنت وحركة البيانات، ما نتج عنه زيادة مستويات التواصل بين الشعوب ومحاولة الشركات العاملة فى هذا المجال للتعامل بمرونة فى عملياتها التشغيلية والتجارية.
وبدأ المستثمرون خارج القارة السمراء فى ملاحظة ومتابعة القدرات التى تمتلكها أفريقيا كمركز للاستثمار فى مجال التكنولوجيا، فكلما تقدمت التكنولوجيا كلما ازدادت فرص الأعمال والشركات الأفريقية فى الاستفادة من التكنولوجيا المتاحة حديثة الابتكار، وهو ما يساعد دول القارة على القفز بخطوات واسعة نحو تحقيق طفرات تنموية واضحة والتحول إلى أهداف رئيسية للمستثمرين.
ووفقا لدراسة "أفريكا بيزنس بانل"، فإن دولا مثل رواندا وكينيا تأتى فى مقدمة الدول الأفريقية التى تحقق أقصى استفادة من أحدث تقنيات الهواتف المحمولة، فقد تمكنت كينيا مؤخرا من تحقيق الريادة فى هذا المجال عن طريق خدمة نقل الأموال عبر الهاتف المحمول "إم-بيسا"، والتى منحت القارة الأفريقية طريقا للتبادل والتفاعل التجارى عبر الهواتف المحمولة.
كما انتهجت رواندا عددا من الخطوات التى تعتمد على تكنولوجيا الاتصال، مثل تزويد أساطيل الحافلات العامة فى البلاد بأجهزة توجيه خدمات الاتصال بعيدة المدى (LTE Routers) لتزويد الركاب بخدمات الإنترنت، ووضع الحدود القصوى لأسعار خدمة الرسائل النصية القصيرة، مع إلغاء رسوم خدمة التجوال لمستخدمى الإنترنت من المسافرين إلى دول منطقة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (كوميسا).
وتعد رواندا وكينيا دولتين من بين عدد متزايد من الدول التى تشهد ثورة فى تكنولوجيا الهواتف المحمولة على نحو يساعد القارة الأفريقية على زيادة حرية التنقل واتساع حجم الشمولية المالية.