قال سونغ أيه هو سفير الصين بالقاهرة، إن أجندة قمة العشرين هذا العام والتى تأتى تحت شعار "بناء اقتصاد عالمى إبداعى ونشيط ومترابط وشامل" ستناقش أربعة محاور رئيسية وهى "الإبداع فى أنماط النمو الاقتصادى، والإدارة الاقتصادية والمالية العالمية الأكثر فعالية وكفاءة، والتجارة والاستثمار الدوليين القويين، والتنمية الشاملة والمترابطة"، سعيا للتركيز على سبل نهوض الاقتصاد العالمى وكيفية تنميته.
وأضاف السفير سونغ أيه هو "إن موضوع " الإبداع فى أنماط النمو الاقتصادى" يتجسد فى اعتبار الإبداع قوة دافعة لتحقيق النمو الاقتصادى المستدام،حيث يتوسع النمو الاقتصادى المدفوع بالإبداع ليشمل مجالات العلوم والتكنولوجيا ومفاهيم النمو والترتيبات المؤسسية وأنماط الأعمال التجارية، بالإضافة إلى مواصلة الإصلاح الهيكلى فى داخل الاقتصادات.
كما يركز المحور الثانى على " الإدارة الاقتصادية والمالية العالمية الأكثر فعالية وكفاءة" من أجل تحقيق إدارة اقتصادية مالية عالمية أكثر إنصافا، وتعزيز جودة وفعالية التعاون الاقتصادى الدولى، وزيادة التمثيل للاقتصادات الناشئة والدول النامية فى الإدارة الاقتصادية العالمية، وإنشاء آليات تضمن نمو الاقتصاد العالمى من خلال تحسين هيكل المالية الدولية والإصلاح الهيكلى بين الأقسام المالية وتطوير التمويل الأخضر وتحسين نظام الضرائب الدولية.
وأضاف سونغ أن المحور الثالث للقمة سيناقش موضوع " التجارة والاستثمار الدوليين القويين " من أجل إقامة اقتصاد عالمى منفتح واستكمال آلية التجارة والاستثمار، ودعم نظام التجارة المتعددة الأطراف، وتكثيف التنسيق والتواصل بشأن السياسات الدولية للاستثمار، مما يؤدى إلى جعل التجارة والاستثمار الدوليين محركا هاما لتعزيز الاقتصاد العالمى.
كما أكد على أهمية المحور الرابع لقمة العشرين المتمثل فى موضوع " التنمية الشاملة والمترابطة " بهدف القضاء تدريجيا على عدم المساواة وعدم التوازن بعمليات ملموسة، سعيا نحو ضمان عودة منافع النمو الاقتصادى العالمى إلى جميع دول العالم خاصة الدول النامية، فضلا عن العمل على بناء مجتمع دولى على أساس تعزيز التشابك والترابط والتفاعل بين اقتصادات العالم ومواجهة التحديات عبر التعاون وتكامل المزايا.
وردا على سؤال حول نتائج قمة التعاون الصينى – الأفريقى، قال إن قمة جوهانسبرج التى عقدت فى ديسمبر العام الماضى شكلت حدثا هاما فى تاريخ العلاقات الصينية الأفريقية، حيث شرح الرئيس الصينى شى جين بينج بشكل مفصل المفاهيم والأفكار الجديدة التى تتميز بها سياسة الصين نحو أفريقيا، وأعلن القرار بالارتقاء بالعلاقات الصينية الأفريقية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة وطرح "الأركان الخمسة" التي يتوقف عليها التعاون الصينى الأفريقى و"المشروعات العشرة للتعاون" التي سيتم تنفيذها بالأولوية الأولى فى الثلاث السنوات المقبلة ، والتى تتركز على تعزيز التصنيع و قطاع الزراعة فى أفريقيا.
وأردف قائلا إن الجانبين الصينى والأفريقى يهتمان اهتماما كبيرا بترجمة نتائج القمة على أرض الواقع، حيث تزداد الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وأفريقيا، وتتبادلان الدعم والتأييد فى القضايا المهمة التى تخص المصلحة الجوهرية والهموم الكبرى للجانبين، موضحا أن الصين تدعم بكل ثبات حق الدول الأفريقية فى استكشاف طرق تنموية بإدارتها الذاتية تتفق مع ظروفها الوطنية، وتقف بجانب أفريقيا متمسكة بالعدالة فى المحافل المتعددة الأطراف، وتحث المجتمع على زيادة اهتمامه وجهوده لأفريقيا.
كما يساهم صندوق التعاون الصينى الأفريقى فى دخول القدرات الإنتاجية حيز التنفيذ، وقد تم توفير أموال إضافية للقروض المخصصة للشركات الصينية الأفريقية الصغيرة والمتوسطة من قبل عشرات المؤسسات المالية الصينية التى تقدم دعم مالى لتنمية الدول الأفريقية.
وأضاف أن الصين وست دول أفريقية - بما فيها مصر - وقعوا على "اتفاقية إطارية حول التعاون الدولى فى القدرات الإنتاجية" والتى ينتج عنها عدد كبير من المشروعات فى مجال البنية التحتية التى تشمل السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ والمطار وإمدادات الكهرباء والمياه والاتصالات، والتى يجرى تنفيذها بشكل جيد فى إطار التعاون الدولى، مشيرا إلى أن آخر الإحصاءات تفيد بأن الصين وقعت ( 182 ) اتفاقية فى مختلف المجالات مع الدول الأفريقية بقيمة 5،32 مليار دولار، والتى تشكل القروض التجارية 90% منها.
وأوضح أن الصين تكثف من جهودها البناءة فى القضايا الأفريقية الكبرى، ويتمثل هذا فى دعم جهود الدول الأفريقية نحو تعزيز القدرات الذاتية للدفاع الوطنى والحفاظ على السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب، ودعم الصين لجهود الاتحاد الأفريقى فى إنشاء الجيش النظامى له، ومشاركة الصين فى عملية حفظ السلام ومحاربة القرصنة تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما أشار إلى اجتماع تنسيقى لتنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى "الذى عقد مؤخرا فى بكين" حيث شارك فيه مئات من الوزراء الصينيين والأفريقيين لمناقشة سبل تسريع وتيرة تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج ، حيث تم توقيع 63 اتفاقية ثنائية والبالغ قيمتهم 3،18 مليار دولار ، وهذا يشمل 228،16 مليار دولار استثمارات مباشرة وقروض تجارية توفرها الشركات الصينية.
وأشاد سفير الصين بالقاهرة بجهود مصر الدؤوبة ، باعتبارها دولة مهمة ذات نفوذ في القارة الأفريقية نحو تعزيز العلاقات الصينية الأفريقية، حتى يمكن القول إن العلاقات الصينية المصرية هى قاطرة تمنح قوة هائلة لتطور العلاقات الصينية الأفريقية ، مؤكدا على أهمية فتح آفاق جديدة لمساهمة كلا البلدين فى تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا فى إطار الكسب المشترك وتبادل المنفعة، معربا عن تطلعه إلى مزيد من تكامل المزايا والجهود المشتركة بين الصين ومصر فى تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج فى سبيل جلب الخير والسعادة لـ4،2 مليار نسمة من أهل الصين وأفريقيا.