منذ ما يقرب من ستين عاما مضت كانت مصر الدولة العربية والإفريقية الأولى التى أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، ولكون البنك الأهلى المصرى أقدم وأكبر البنوك التجارية المصرية فقد استشعر مبكرا مستقبل العلاقات التجارية والفرص الاستثمارية وحجم الحركة السياحية بين البلدين وبادر البنك فى عام 1999م بإنشاء مكتب تمثيل بمدينة " شنغهاى" التى تعد المركز الأهم للمال والأعمال فى دولة الصين.
وبعد ثمانى سنوات من النجاحات المستمرة التى حققها مكتب تمثيل البنك فى شنغهاى والتى تزامنت مع الازدياد المطرد فى حجم التبادل التجارى بين البلدين والذى قفز من 800 مليون دولار أمريكى فى عام 1999 ليصل الى 7ر4 مليار دولار فى عام 2007 ، واستمرارا لحرص البنك الأهلى على ريادته الدائمة ولقناعته بأهمية تعظيم دوره فى السوق الصينية قام البنك فى عام 2008 برفع مستوى مكتب التمثيل ليصبح فرعا يمارس أعمال مصرفية متنوعة، وليصبح أول فرع لبنك مصرى وعربى وأفريقى يتم افتتاحه فى الصين ليقوم بدور هام ومحورى فى تسهيل التعاون التجارى والاستثمارى ليس بين مصر والصين فقط ولكن أيضاً بين الصين ودول الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يقوم الفرع منذ افتتاحه بالدور المنوط به فى تسهيل حركة التجارة البينية الأمر الذى أسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين ليتخطى 11 مليار دولار أمريكى فى نهاية عام 2015.
وكنتيجة مباشرة للعلاقات الوطيدة التى قام فرع شنغهاى ببنائها مع المسئولين الحكوميين ومجتمع الأعمال والبنوك الصينية فقد توافرت لديه الدراية الكاملة والخبرة المتميزة والقدرة على استيفاء وتنسيق كافة احتياجات التجارة وفرص الاستثمار فى الأسواق الصينية والمصرية والعربية والأفريقية مما مكنه من التعامل مع الشركات التجارية والمؤسسات البنكية ليصبح شريكا أساسيا لدى هذه الجهات ومعاونا لها فى زيادة حجم أعمالها فى تلك الأسواق حتى أصبح الفرع معروفا لدى السوق وملما بالقواعد والسياسات بكل من الصين ودول الشرق الأوسط وأفريقيا بما ساعده على تقديم الخدمات المصرفية بحرفية وفاعلية فى مجالات متعددة من أهمها الخدمات المتعلقة بحركة الشحن والتجارة وخطابات الضمان.
جدير بالذكر أن البنك الأهلى المصرى استثمر تواجده فى الصين وقام بتوثيق علاقاته مع بعض المؤسسات المالية الصينية المرموقة بما أسفر عن قيامه بإبرام العديد من الاتفاقيات للحصول على تسهيلات لتمويل العديد من الأنشطة التى تسهم فى دعم الاقتصاد المصرى، الأمر الذى يعكس ثقه تلك المؤسسات فى كفاءة البنك كأكبر ممول لخطة التنمية الشاملة فى مصر، كما يقوم البنك باعتباره عضوا فى مجلس الأعمال المصرى الصينى بدعم وتقديم المشورة اللازمة لمجتمع رجال الأعمال لزيادة حجم التعاون الاقتصادى بين البلدين.
وفى ضوء الإنجازات التى حققها فرع شنغهاى الذى تبلغ حقوق الملكية الخاصة به مبلغ 32 مليون دولار أمريكى، قررت إدارة البنك التقدم للحصول على رخصة التعامل بالعملة المحلية الصينية (اليوان) والمتوقع الحصول عليها بنهاية العام الحالى مما يترتب عليها زيادة حقوق الملكية لتصل إلى 49 مليون دولار، وبذلك يصبح البنك الأهلى أول بنك مصرى وعربى وأفريقى يحصل على تلك الرخصة الأمر الذى سيؤدى إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين الصين ومصر وكافة دول المنطقة.