رؤية الصورة من الخارج تكون أحيانًا هامة لرؤية كافة التفاصيل بوضوح خاصة إذا كانت متشابكة ومعقدة كحال الوضع الاقتصادى فى الوقت الراهن، ومن هذا المنطلق يتحدث حسام مصطفى وزيرى، رجل أعمال مصرى مقيم بالولايات المتحدة هاجر إليها منذ 36 عاماً حول تحليله للأوضاع فى مصر بالوقت الحالى وتوقعاته للمستقبل بعد الاجراءات الصعبة التى اتخذتها الحكومة فى وقت سابق.
رغم ما يقوله البعض عن سوء الأحوال فى مصر وهروب المستثمرين، يؤمن مصطفى وزيرى أن التوقيت للاستثمار بمصر حالياً مناسب جداً، لأنه الوقت الذى سينمو فيه مع التطور الاقتصادى الذى سيحدث ليس من خلال الاستثمار بالأسواق غير المباشرة فقط، ولكن بكافة النشاطات، فأية دولة بعدما تمر بمعركة حربية أو اضطرابات سياسية تبدأ بمرحلة البناء ولذا أفضل الفرص بداية قطار النمو من بدايته.
ويوضح رجل الأعمال المهاجر رؤيته: "فى تصورى أن تعويم الجنيه سيساهم فى تحقيق نهضة سياحية خلال الفترة المقبلة، إلا أنه يجب على الحكومة استغلال قدراتها الاستغلال الأمثل وبسرعة لتجاوز الظروف الصعبة الحالية، وتعويض الفترة الماضية، بجانب أن الاستقرار السياسى والأمنى يساهم بصورة كبيرة فى جذب الاستثمارات، ولذلك يجب عدم الدعوة لتظاهرات لعدم اثارة القلق للاستثمار الأجنبى، والذى بدأ الاطمئنان بشأن الأوضاع فى مصر".
وحول نصيحته للحكومة، قال: "أدعو الحكومة إلى الترويج للفرص الاستثمارية بمصر، وزيادة عددها، واتخاذ تجربة دبى والتى أصبحت 6 دولة فى جذب الاستثمار الأجنبى، رغم أنها لا تملك المزايا التنافسية التى تملكها مصر، وحدد 4 عوامل لجذب الاستثمارات أولها تسويق تلك الاستثمارات وحسن وسرعة إدارة الاقتصاد المصرى".
ودلل على وجهة نظرته :" أضرب مثالا بالمزايا التى تملكها مشيرا إلى أن مصر لديها ثلث آثار العالم، وعدد السياح بها لا يتجاوز 6 ملايين سائح، وهو رقم مخجل مقارنة بدول مشابهة لظروف مصر مثل تركيا والتى يصل عدد سياحها إلى 25 مليون سائح، ورغم استقرار الأوضاع الأمنية إلا أنه حتى الآن السياحة لم تعد مرة أخرى رغم أنها أحد أبرز روافد العملة الأجنبية للاحتياطى، ولا بد من اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لسرعة عودة السياحة".
وفيما يتعلق بأهم الفرص الاستثمارية فى مصر حاليًا يقول :"التصدير، ومع ذلك تتجاهل الحكومة الحديث عنه كأحد روافد العملة، وهو أساس نجاح الدولة فى العالم، وضرب مثلا بالصين خلال فترة الثمانينيات، لو سئل اليابانى أنه صينى كان يتضايق لأن نظرة اليابانيين لهم كانت أنهم دولة نامية، إلا أن الصين والتى يبلغ عددها مليار ونصف المليار نسمة، لتصل حالياً لتصدير 2300 مليار دولار سنوياً، ومصر من 20-25 مليار دولار يعنى أقل من 1%.".
ويضيف :"أبرز الحلول لزيادة الصادرات..أولا لا ينفع أن يكون هناك 7 آلاف مصنع مغلق فى ظل ارتفاع البطالة، والمفروض أن مصر تنشئ مصانع جديدة وليس إغلاق القديمة.. وثانيا كيف لدولة بها 3 مسطحات مائية ضخمة وتستورد ولا تصدير منتجات من الأسماك، واليابان تعيش على الثروة السمكية.. ومطلوب وسائل صيد وثلاجات لاستغلال تلك الثروة فى توفير منتجات من الأسماك رخيصة، وتفتح الباب للتصدير".
وحول إمكانية العودة للعمل فى مصر: "وليس لدى أية استثمارات فى مصر، نظراً لغيابى عنها طوال الفترة الماضية إلا أننى أدرس جدياً الإقامة فى مصر، حتى ولو نصف العام بمصر والنصف الآخر بالولايات المتحدة خاصة وأنه مازالت لدى استثمارات هناك": "حاليًا أعمل فى إنتاج الأفلام السينمائية، واستعد حاليا لتصوير أول فيلم من إنتاجى باسم المؤامرة".