قال هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن سبب عدم عودة السياحة لمصر حتى الآن ورائه دوافع سياسية، وليست أمنية كما يردد، مضيفا: "نواجه عقوبات اقتصادية غير معلنة من بعض الدول الكبرى، ولا نعلم سببها إلا أن القادة فى مصر يحاولون حل الأمر، ونأمل فى القريب العاجل حلها".
وأضاف على، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، رداً على تأثير غياب السياحة على الاستثمارات الجديدة بجنوب سيناء، أن الاستثمارات السياحية متوقفة بسبب البند الخاص بتملك الأراضى بقانون 14 لسنة 2012، موضحا أن القانون يمنع تملك الأراضى لغير المصريين، وهو ما يؤثر على ضخ استثمارات أجنبية جديدة، وفى نفس الوقت يعانى المستثمرين المصريين من عدم توافر التمويل لضخ استثمارات جديدة فى ظل ركود السياحة منذ فترة طويلة، وتحملهم رسوم حكومية مرتفعة.
وتابع :"المدن السياحية بجنوب سيناء ليست حدودية، كما أنها منطقة تستطيع أن تنطلق بالاستثمار، ولذلك يجب تعديل القانون لجذب استثمارات..وطالبنا أكثر من مرة بتعديله وأن تصبح شرم الشيخ مدينة ذات طابع خاص".
وفيما يتعلق بالدراسة التى تعدها الجمعية لتنمية الساحل الشمالى، أكد هشام على، أنه جارى إعداد الدراسة لتطوير وتنمية منطقة الساحل، لتحقيق طفرة سياحية بتلك المنطقة، من خلال إنشاء عدد كبير من المدن السياحية والفنادق، خاصة وأن الأسواق السياحية الغنية مثل تركيا وأسبانيا واليونان تطل على شواطئ البحر المتوسط، خاصة وأن عدد السياح خلال فترة الصيف أكبر مقارنة بأية فترة أخرى طوال العام.
وحول رفض الحكومة تعديل القانون بسبب اعتبارات أمنية، أوضح هشام على، أن الجمعية اقترحت فحص طلبات المتقدمين لشراء أراضى للاستثمار قبل بيعها، لافتا إلى أن المستثمرين المصريين يعانون منذ فترة طويلة من ركود السياحة، ولن يستطيعوا فى الوقت الحالى ضخ استثمارات جديدة حتى أن عدد الفنادق المغلقة بلغت 100 فندق من إجمالى 216 فندق بشرم الشيخ.
وحول تأثير الأحداث الإرهابية على معدلات السياحة بشرم الشيخ، أكد هشام على، أنه حتى الآن ليس هناك تأثير لها على معدلات السياحة بالمدينة، والتى وصلت معدلات الإشغال بها 12% فقط وهى نسبة منخفضة جداً خلال موسم أعياد الميلاد مقارنة بالأعوام الماضية، مضيفا :"إلا أن الأحداث نفسها أثرت على العاملين بالسياحة نفسياً..وقد يكون التأثير على القاهرة والتى بدأت لأول مرة تشهد زيادة معدلات السياحة منذ ثورة يناير".
ومن جانبه أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، عزمه عرض مشكلة تملك الأراضى على وزيرة الاستثمار خلال لقاء يجمعه معها الأسبوع الجارى، مضيفا :"قد يتم تعديل القانون لمد حق انتفاع حتى 75 عاماً بدلا من 50 عاماً حاليا، وتقليل القيود الأمنية والإجراءات فى ترخيص المشروعات".
وأضاف فودة، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن المحافظة ستطرح نحو 15 فرصة استثمارية على الوزارة للترويج لها بإجمالى استثمارات 10 مليارات دولار من بينها طرح إنشاء مارينا بمدينة شرم الشيخ، ومشروعات سياحية أخرى بالمدينة والتى لم يستغل منها سوى 20 % فقط من مساحتها، بالإضافة إلى مشروعات أخرى للسياحة العلاجية بالمحافظة.
وأشار محافظ جنوب سيناء، إلى عزم المحافظة عدم التجديد للمستثمر المسؤول عن إدارة مشروع "حمام موسى" خلال العام المقبل، وطرحه للتعاقد مع شركة عالمية لإدارته، مضيفا منطقة عيون موسى تعانى من الإهمال، وكان من المفترض أن يقوم المستثمر الحالى بإقامة العديد من المشروعات لتطويرها إلا إنه لم يتم انجاز أى مشروعات لذلك نسعى حاليا للتعاقد مع شركة عالمية لإدارة المشروع وزيادة أعداد السائحين خاصة فى مجال السياحة العلاجية، بسبب تميزها بوجود المياة الكبريتية التى تستخدم فى العديد من الأمراض كالروماتيزم والأمراض الجلدية وأمراض العظام.
وأضاف فودة " نسعى إلى أن تكون مصر مركزا للسياحة العلاجية يأتى إليها المرضى من كافة أنحاء العالم للعلاج بأفضل الأسعار التنافسية وفى أفضل المستشفيات التى تقدم خدمات صحية متميزة"، مشيرا إلى أنه سيتم بالتعاون مع وزارة الصحة عقد مؤتمر للترويج للسياحة العلاجية فى مصر مطلع مارس المقبل.