تحقق مصر عائدات مما يعرف بخدمات التعهيد تصل نحو 1.6 مليار دولار سنويا، ويعنى بصناعة تصدير الخدمات التكنولوجية أو التعهيد هو نقل أعمال وخدمات تجارية من بلد إلى بلد آخر نظرا لرخص التكاليف والنفقات فى البلد الثانية، وتعمل الحكومة على تنمية هذه الخدمات لزيادة الصادرات المصرية من خدمات تكنولوجيا المعلومات وتوفير فرص عمل وتوفير العملة الصعبة.
وتعد مصر دولة واعدة فى هذه الخدمات ولكنها تأثرت منذ يناير 2011 بسبب ظروف سياسية واقتصادية التى مرت بها البلاد، ولكن الحكومة ممثلة بوزارة الاتصالات تسعى لزيادة العائدات من هذه الصناعة عبر التوسع فى إنشاء المدن التكنولوجية فى المحافظات وتدريب الشباب.
ومنذ أكثر من عام تم وقف برنامج "اديوايجبت" المخصص لتدريب الشباب فى الجامعات، واستبداله بالمبادرة الرئاسية لتدريب الشباب من أجل تأهيلهم لسوق العمل حيث يعمل فى خدمات التعهيد الآلاف من الشباب المدرب.
وتمتلك مصر مميزات تجعلها من الدول الواعدة لتقديم خدمات التعهيد مثل الشباب المدرب والتعدد اللغوى والموقع الجغرافى، حيث تمر بالأراضى والسواحل المصرية العديد من الكابلات البحرية، ودعم الحكومة المستمر لهذا القطاع الحيوى.
وتعمل الحكومة على التوسع فى هذه الخدمات عبر إنشاء مراكز للكول سنتر بالمناطق التكنولوجية الجديدة التى يتم انشائها بالمحافظات ولكنها لم تعلن عنا لزيادة المستهدفه من عائدات هذه الصناعة الواعدة بمصر.
لكن حجم صادرات هذه الخدمات فى بلدان أخرى مثل كوريا الجنوبية إلى 163 مليار دولار والصين 10 مليارات دولار، والهند 60 مليار دولار، لاسيما وأن الهند إجمالى صادراتها لأمريكا يبلغ 65 فى المائة، ولأوروبا 25 فى المائة، ولليابان 3%، وذلك بحسب ما أعلنه بعض خبراء فى وقت سابق.
وكانت تقارير دولية قد أشارت أن مصر هى محور ارتكاز صناعة التعهيد فى منطقة الشرق الأوسط حيث تعد مصر من أفضل المدن فى تقديم هذه الخدمات.
وتمتلك مصر مقومات تجعلها تحتل مكانة فى هذه الصناعة على الخريطة الدولية بما تتميز به من مناخ استثمارى ودعم حكومى للاستثمارات الأجنبية على وجه عام و دعم وزارة الاتصالات لجذب صناعة التعهيد إلى مصر على وجه الخصوص.
ومن الشركات العالمية المتواجدة فى مصر وتقدم خدمات التعهيد، اى بى ام، ومايكروسوفت، وتليبرفورمانس، وستيام، وفودافون، وفاليو، وغيرها من الشركات العالمية.
كما أن مصر لديها بنية تحتية تقنية تفوق الدول المنافسة، فيوجد خارج القاهرة القرية الذكية، وهى مجمع تجارى على مساحة ٦٠٠ فدان يستوعب حاليا احتياجات أكثر من 100 شركة، وهى مصممة خصيصاً ليكون مركز الشرق الأوسط لإدارة صناعة تقنية المعلومات وصناعة التعهيد، بالإضافة إلى المنطقة التكنولوجية بالمعادى والتى تصل نسبة الأشغال لـ100% وتوجد بها شركات مثل راية واكسيد، اضافة إلى والمناطق التكنولوجية الجديدة التى يتم إنشاؤها.
وأكدت بعض تقارير دولية على تطور سوق تعهيد خدمات تكنولوجيا المعلومات فى مصر وقدرته على المنافسة، فى ظل وجود عدد ضخم من العاملين بهذا السوق سواء فى الشركات المحلية أو متعددة الجنسيات حيث يعمل به حوالى 90 ألف شخص من بينهم 50 ألف يقومون بالتعهيد الخارجى، وأن الشركات العاملة بهذا السوق تمتلك القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية والأسواق الخارجية مما يمكنها من المساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد القومى من خلال خلق فرص العمل وجذب الاستثمارات الأجنبية.