قبل ساعات قليلة من زيارة وفد اقتصادى روسى رفيع المستوى إلى مصر، لبحث إنشاء منطقة صناعية روسية شرق بورسعيد، فإن هناك عددًا من الملفات العالقة فى هذا المشروع أبرزها المساحة الكلية للمنطقة، وكذلك موعد بدء العمل وترفيق المنطقة، تمهيدًا لبدء أعمال الإنشاءات.
وكشف مصدر فى وزارة التجارة والصناعة، أن وفد الشركات الروسية الذى يضم ممثلى 35 شركة برئاسة جليب نكيتين نائب وزير الصناعة والتجارة الروسى، سيبحث مع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة المصرى عدد من الملفات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية، وعلى رأسها مسألة توسيع المساحة المخصصة للمنطقة.
وأكد المصدر، أن الجانب الروسى أعلن فى وقت سابق بشكل غير مباشر عن نيته لمطالبة مصر بزيادة المساحة المخصصة للمنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، ومن المنتظر أن يعلن الوفد الروسى موقفه حول زيادة المساحة المخصصة للمشروع الذى يضم عدة صناعات أبرزها "مجالات السيارات والأدوية ومعدات البترول والغاز وكلابات وصناعة السكك الحديدية والتعدينية والطاقة النووية".
وأوضح المصدر، أنه من المقرر أن يتطرق لقاء وزير الصناعة المصرى والوفد الروسى إلى دراسة الخطوات اللازمة للانتهاء من وضع التصور النهائى لتصميم المنطقة الصناعية الروسية.
ويسعى الجانب الروسى حاليًا إلى زيادة المساحة المخصصة للمنطقة الصناعية هناك لتصل إلى 20 ألف كيلو – بحسب المصدر- لافتًا إلى أن المساحة الحالية المتوافق عليها بين الجانبين 800 كيلو فقط، على أن يتم حسم ملف المساحة الكلية للمشروع خلال اللقاء.
وأضاف المصدر، أن تدشين البنية التحتية للمشروع تبدأ فور توقيع "مصر وروسيا" اتفاق رسمى من خلال حكومة البلدين، موضحًا "جارى وضع دراسة التكلفة النهائية لعملية ترفيق المشروع خاصة وأنه يقع فى منطقة حيوية لشرق بورسعيد".
وكان وزير التجارة والصناعة المصرى طارق قابيل، ونظيره الروسى دينيس مانتوروف، وقعا فى بداية شهر فبراير 2016 ، مذكرة إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر.
وتابع المصدر، أنه سيجرى التوافق مع الجانب الروسى على توسيع قاعدة المشروعات التى سيتم تنفيذها فى المنطقة، لتشمل مصانع لإنتاج الجرارات الزراعية ومنتجات وصناعات بتروكيمياوية والأدوية.
ومن جانبه، أكد الدكتور ناصر فؤاد، أمين عام مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمتحدث الرسمى باسم الهيئة، أن ممثلى الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بالتعاون مع جهاز التمثيل التجارى المصرى، أجروا مباحثات مع الجانب الروسى، تضمنت 5 جولات فى روسيا ومصر، بغرض إنشاء منطقة صناعية روسية بشرق بورسعيد والسخنة.
وأوضح فؤاد، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الجانب الروسى يرغب فى إنشاء شركات متخصصة فى خدمات وتموين السفن المارة بقافلتى الشمال والجنوب، موضحًا أنه يوجد دعم حكومى كامل لهذا الملف، وذلك بهدف استقطاب الاستثمارات الأجنبية المختلفة لإقامة مشروعات بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس، لرفع معدلات الاقتصاد المصرى، لافتا إلى أن الاستثمارات المتوقعة مبدئيا من المشروع من 5 إلى 7 مليار دولار.
ومن المقرر أن يكون تمويل المشروعات المزمع انشاؤها فى المنطقة نتيجة اتفاق بين الصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة وعدد من البنوك المصرية لتوفير الآليات التمويلية اللازمة لإنشاء مشروعات استثمارية بين رجال القطاع الخاص بالبلدين.
ويوفر مشروع إنشاء منطقة صناعية شرق بورسعيد قرابة 80 ألف فرصة عمل مباشرة، جراء المشروعات المقرر تنفيذها فى المشروع فى مدد زمنية متباعدة على أن يكون بدء العمل فعليا فور توقيع الاتفاق بين الطرفين بصورة رسمية.
وقال لوكاشين فيودور الممثل التجارى الروسى بالقاهرة، فى تصريحات صحفية، إن مشروع إقامة المنطقة الصناعية الروسية يعد من أهم مشروعات التعاون بين القاهرة وموسكو، والذى جاء بناء على اقتراح من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لسوتشى فى أغسطس 2014، وقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزراء التجارة والصناعة من كلا البلدين خلال الدورة العاشرة للجنة الحكومية المصرية والروسية للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمى والفنى التى عقدت بالقاهرة فى فبراير من العام الماضى.