عقد مجلس التدريب الصناعى التابع لوزارة التجارة والصناعة، اليوم الخميس، ورشة عمل بالتعاون مع المركز الكندى لبحوث التنمية الدولية، تحت عنوان مستقبل العمل فى مصر، حيث تناولت الورشة تحديات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على تغير شكل الوظائف فى المستقبل فى ظل توجه العالم للاعتماد على الآلات والتكنولوجيا الحديثة.
حضر الورشة الدكتورة شرين الصباغ رئيس وحدة السياسات والاستراتيجيات بوزارة التجارة والصناعة، وكاترين رينولدز المدير الإقليمى للمركز الكندى لبحوث التنمية الدولية، وتروى لولتينك سفير كندا بالقاهرة، بالإضافة إلى الدكتورماجد عثمان رئيس مركز بصيرة لاستطلاع الرأى، ومحمود الشربينى المدير التنفيذى لمجلس التدريب الصناعى، ودانياله زامبينى ممثلة منظمة العمل الدولية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة شيرين الصباغ رئيس وحدة السياسات والاستراتيجيات بوزارة التجارة والصناعة أن هذه الورشة تأتى فى إطار سلسلة المؤتمرات التى تعقدها الوزارة لربط البحث العلمى بمتطلبات الصناعة والتطورات التى سيشهدها مجال العمل فى مصر والعالم.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية التى وضعتها الوزارة لتعزيز التنمية الصناعية حتى عام 2020، تضع نصب أعينها تطور منظومة الأعمال، الأمر الذى ينعكس على محاورها الاساسية وأهمها تعزيز التنمية الصناعية، ومحور تطوير التعليم والتدريب الفنى والمهنى، ومحور الحوكمة والتطوير المؤسسى، ومحور تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، بالإضافة إلى محور تنمية الصادرات.
وأضافت أن الوزارة متمثلة فى مجلس التدريب الصناعى قد عقدت مشروع مع الوكالة الكندية، لتعزيز الإدارة المعنية بكل البيانات والمخرجات الخاصة بجهات التجارة والصناعة، كما تعاونت الوزارة مع هيئات أخرى فى هذا المجال مثل الجمعية الألمانية للتعاون الدولى، وكذلك مشروع الإستراتيجية الخاصة بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت الصباغ إلى دور اتحاد الصناعات والغرف الصناعية ورجال الصناعة، فى تطبيق الاستراتيچيات والسياسات التى تضعها الوزارة استعدادًا للثورة الصناعية الرابعة، مؤكدةً أن الواقع المصرى قد شهد بعض المحاولات الخاصة بالتطوير التكنولوجى، تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة، كان أهمها تجربة حاضنة الأعمال التى أقيمت بالمنصورة لتطبيق آليات النانو تكنولوچى.
وأوضحت الصباغ أن الوزارة قد حددت فى تلك الاستراتيجية، إنها ستوفر نحو 3 ملايين فرصة عمل حتى عام 2020 مع الوضع فى الاعتبار أن تكون تلك الوظائف ملائمة وقائمة على المعرفة والتكنولوجيا.
وأشارت إلى ضرورة تعزيز دور العلم فى المرحلة المقبلة خاصة فى ظل توافر وسائل أخرى للتعليم عن طريق شبكة الإنترنت من خلال المنصات الخاصة بالتعليم عن بعد وكذلك الاهتمام بمبدأ التعليم المستمر والاطلاع على أحدث التكنولوجيات والابتكارات العلمية.
فيما قال محمود الشربينى المدير التنفيذى لمجلس التدريب الصناعى، إن هذا الملف يأتى فى مقدمة أهداف المجلس حيث يعمل كهمزة وصل بين رجال الأعمال والشباب والخريجين، مشيرًا إلى أهمية دور المجلس فى سد فجوة المهارات الموجودة لدى الشباب وتحسين مخرجات التعليم كى تتناسب مع متطلبات سوق العمل التى تتسم بالتغير السريع خاصة فى ظل التطور التكنولوچى والصناعى الذى يشهده العالم بأكمله.
وأشار الشربينى إلى أن التعداد السكانى فى مصر يشهد تزايدا سنويا كبيرا و60% من إجمالى تعداد السكان فى مصر من الشباب أقل من 30 سنة الأمر الذى يحتم على كل الأطراف سواء الحكومة أو القطاع الخاص تركيز جهودها لتوفير فرص عمل ملائمة للتغيرات والتطورات الجديدة.
واستعرض الدكتور مغاورى شلبى رئيس وحدة الشئون الاقتصادية بوزارة التجارة والصناعة خلال ورشة العمل، عرضًا تقديميًا عن آثار الثورة الصناعية الرابعة وتحدياتها والمشاكل التى ستواجهها الحكومات فى الاستعداد لها وأبرز الدول التى استعدت لهذه الثورة.
ومن جانبها قالت السيدة كاترين رينولدز المدير الإقليمى للمركز الكندى لبحوث التنمية الدولية، إن المركز يقوم من خلال مقره فى القاهرة بتنسيق الجهود مع الجهات الحكومية لتشغيل الشباب وتحسين مناخ الحوكمة وتنمية المهارات الفردية لدى الخريجين وترويج مبادئ إدارة الأعمال ما سيعود بالنفع على التجارة والصناعة والتعليم.
وقال تروى لولتينك سفير كندا بالقاهرة، إن هناك تعاون بناء بين وزارة التجارة والصناعة وبين الجهات الكندية البحثية وأهمها المركز الكندى لبحوث التنمية الدولية، مشيرًا إلى الدور الكبير الذى تبذله الوزارة لتحسين كفاءة الأيدى العاملة الصناعية وفق معايير ورواد التطوير والتكنولوجيا فى السوق المصرى.
وأضاف السفير أن شكل الوظائف الحالية سيتغير بمعدل فائق السرعة فى ظل دخول التكنولوجيا فى كل مجالات الحياة حتى أدق التفاصيل ما سينتج عنه اختفاء وظائف حالية ودخول أخرى فى السوق، لافتًا إلى أهمية تكثيف الحكومة لجهودها لمواكبة هذا التطور كما تسنى لبعض الدول الأخرى مثل كندا، أن تلحق بركب التكنولوجيا.
وقالت دانياله زامبينى ممثلة منظمة العمل الدولية، إن المنظمة باعتبارها من أكبر المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالأعمال والعاملين تقدم تقارير بخصوص تطور منظومة التوظيف واتجاهاته الجديدة، حيث نشرت المنظمة فى عام 2016 تقريرًا عن شكل فرص العمل المستقبلية، مشيرة إلى أن منهج العمل فى المنظمة يسير فى 3 اتجاهات، متوازية هى التكنولوجيا الجديدة والتغيرات المناخية والتطور السكانى وتأثير كل تلك العوامل على الوظائف.
وقال ماجد عثمان رئيس مركز بصيرة لاستطلاع الرأى، إن تلك الثورة ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الوظائف ما سيدفع العاملين فى الوظائف الحالية للبحث عن وظائف جديدة والتسلح بسلاح العلم لمواكبة التكنولوجيا والتقدم الصناعى.