إذا كانت عملاق الصناعات شركة الحديد والصلب تعانى من تعثر كبير يحتاج إلى مبالغ كبيرة أيضا للنهوض، فكيف يمكن وصف حال بقية شركات قطاع الأعمال التى تعمل فى نطاق "الصناعات كثيفة العمالة" مثل القومية للأسمنت وشركات الغزل والنسيج؟.
وتعانى شركة الحديد والصلب من عدة مشاكل، أبرزها العمل بثلث طاقة فرن 4، نظرا لعدم توفر كميات فحم الكوك لتشغيل الفرن الوحيد بكامل طاقته، وبالتالى لجأت الشركة إلى البيع بأقل من سعر التكلفة لأن إنتاج كميات أقل يستنزف كامل طاقه الفرن، مما يرفع تكلفة المنتجات.
وتسعى الشركة إلى تشغيل فرن 3 خلال شهر مايو المقبل، إلا أن ذلك يتطلب ضخ المزيد من الأموال أولا للانتهاء من التطوير، وثانيا لتوفير كميات من فحم الكوك بالعملة الصعبة نظرا لأن الشركة تعتمد على الاستيراد من الخارج.
خسارة 170 مليون جنيه العام المقبل
الشركة التى اعتمدت الموازنة التقديرية لها للعام المالى المقبل بتوقع خسارة تبلغ 170.4 مليون جنيه، تأمل فى تشغيل الفرنين 3 و 4 بكامل طاقتها مما يساهم فى تحولها تدريجيا إلى تحقيق ربح.
وبالتالى تسعى أيضا إلى استثمار 103 ملايين جنيه من مواردها الذاتية سواء عن طريق بيع المنتجات، أو عن طريق بيع كميات من الخردة التى تمثل رصيدا بالشركة بهدف استكمال عمليات التحديث.
لكن يبقى أن نشير إلى أن التعاون بين شركة الحديد والصلب وشركة النصر لصناعة الكوك وهما تحت لواء الشركة القابضة للصناعات المعدنية غير موجود، وليس هناك تكامل بين الشركتين يقود إلى مصلحة الشركتين معا.
التعاون مع شركة الكوك
فشركة الحديد والصلب تسعى لشراء كميات كبيرة من فحم الكوك لتلبية الاحتياجات الخاصة بها فى حين لو تم استيراد فحم حجرى بأموال أقل، وتوريده لشركة الكوك لتصنيعه وإعادته لشركة الصلب لتحققت مصلحة الشركتين، إلا أن انشغال رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية المهندس سيد عبد الوهاب بسد ثغرات 7 شركات خاسرة وإصرار شركة الصلب على الاستيراد المباشر من الخارج يحول دون إنقاذ الشركتين.
وبنظرة موضوعية لشركة الحديد والصلب التى تعد من أكبر شركات قطاع الأعمال العام نجد أن الشركة يمكنها تدبير حوالى 150 مليون جنيه من بيع الخردة التى بدأت بالفعل فى بيعها عن طريق مزادات، وبالتالى يمكن استخدام المبلغ فى شراء فحم حجرى يتم توريده لشركة الكوك مباشرة، واحتسابه من مديونية الشركة، مما يساهم فى سداد الديون وتقوم شركة الكوك بتصنيعه بدلا من استيراد فحم حجرى أيضا للتشغيل وبالتالى يكون تم دمج خطوتين فى خطوة تحقق المصلحة المشتركة.
تشغيل فرن 4 بكامل طاقته مع فرن 3
شركة الصلب أيضا تنتظر بدء تشغيل فرن 4 مايو المقبل وانتظار نتائج التشغيل ومدى استيعاب الفرن وفرن 3 لإنتاج كميات تصل إلى قرابة 600 ألف طن سنويا تقلل خسائر الشركة بنسبة 80%، إذ أن الشركة تحتاج إلى تخطى رقم 700 ألف طن إنتاج سنويا للوصول إلى نقطة التعادل مما يستلزم دعم وزارة قطاع الأعمال العام لها حتى تنهض مجددا ويتم توفير ملايين الدولارات من استيراد مواد خام ومنتجات لها مثيل محلى.
إن نهوض شركة الصلب المصرية سيكون بمثابة أمل كبير لشركات عملاقة أخرى مثل القويمة للاسمنت قاب قوسين أو ادنى من الانهيار وشركات قطاع الغزل والنسيج مثل غزل المحلة وأخوتها للنهوض وإعطاء أمل بعودة القطاع العام الذى تعرض لعملية تدمير واسعة كادت تعصف به طوال 30 سنة مضت.