قال تجار، إن أول صفقة تبرمها الحكومة المصرية لشراء القمح الأمريكى فى أكثر من عامين، كانت إجراء استثنائيا، لحين زيادة توافر العروض من مصادرها المفضلة بمنطقة البحر الأسود.
كانت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية، قد وقعت اتفاقا يوم الأربعاء، لشراء القمح الأمريكى، هو الأول لها منذ فبراير 2015، وتجاوز حجم الصفقة إجمالى شحنات القمح التى تفاوض عليها القطاع الخاص على مدى سنة المحصول 2016/ 2017 بأسرها، لكنها لا تصل إلى 1% من واردات 2017/ 2018، المتوقعة لأكبر مشتر للقمح فى العالم.
واشترت مصر 115 ألف طن من القمح الأمريكى لمحصول 2017/ 2018 بسعر بين 207.25 و207.90 دولار للطن "شاملا الشحن" فى أحدث صفقة لها، واشترت هيئة السلع أيضا 180 ألف طن من القمح، موزعة بالتساوى بين الإمدادات الأوكرانية والروسية والرومانية.
وقال تاجر فى القاهرة، إن القمح الأمريكى سيكون قادرا على المنافسة فى مناقصات هيئة السلع المصرية حاليا نظرا لانخفاض أسعار الشحن وأسعار تسليم ظهر السفينة "فوب" الأمريكية فى ظل وفرة المعروض من قمح الشتاء الأحمر الصلد، مضيفا: "سعر القمح الروسى باهظ بعض الشىء، والولايات المتحدة لديها مخزونات كبيرة".
ومن المتوقع ارتفاع إجمالى شحنات القمح المتجهة لمصر إلى 12 مليون طن فى سنة المحصول 2017/ 2018 بزيادة 500 ألف طن عن سنة التسويق 2016/ 2017 التى تنتهى فى 31 مايو، وكانت الشحنات الأمريكية، وجميعها نتاج صفقات خاصة لا تشمل الحكومة المصرية، قد بلغت 60 ألفا و269 طنا فقط من إجمالى 2016/ 2017 وفقا لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية.
العودة إلى روسيا
قد ينضب تجدد الاهتمام المصرى بالقمح الأمريكى سريعا، فور بدء وصول المحصول الروسى إلى موانئ التصدير هذا الصيف.
وقال فرانك ستون، رئيس "كانساس سيتى تريدنج جروب" للسمسرة، إن أسعار الإمدادات الروسية تسليم يونيو ويوليو أقل نحو 15 إلى 20 دولارا للطن عن العروض الأمريكية.
وقال تاجر آخر فى مصر، إن مبيعات القمح الأمريكى للسوق المصرية ستظل محدودة على الأرجح، لأن سوق القطاع الخاص المصرية لا تشترى قمح الشتاء الأحمر الصلد الأمريكى، بل القمح اللين، ولعدد محدود من العملاء مثل مصنعى المكرونة، وقال إن جودة قمح الشتاء الأحمر الصلد متدنية بما لا يناسب عملاء القطاع الخاص.
واختلفت آراء المحللين بشأن ما إذا كانت فرص تصدير القمح الأمريكى قد تعزز أسعار العقود الآجلة فى الأشهر المقبلة، وقال البعض إن القمح الأمريكى كان مقبولا للمشترى الحكومى المصرى بسبب انخفاض السعر فى الآونة الأخيرة لا أكثر، فقد تراجعت أسعار عقود قمح كانساس سيتى الآجلة فى أوائل مارس 8.6% عن ذروة 2017، وستبقى وفرة الإمدادات العالمية على توقعات انخفاض الأسعار فى السوق.
وقال دان مالتبى، السمسار لدى "ريسك مانجمنت جروب" فى مذكرة للعملاء: "حقيقة أن القمح الأمريكى رخيص لدرجة القدرة على المنافسة فى مصر لا تدعو إلى المضاربة على ارتفاع السعر"، لكن بعض المحللين قالوا إن الصفقة تسلط الضوء على مسار محتمل لتصريف المخزونات التى تثقل كاهل الأسعار.
وقال تريج كرونين، محلل السوق لدى "هيلو كوموديتيز": "إذا استطاعات الولايات المتحدة أن تظل قادرة على المنافسة فى المناقصات العالمية الرئيسية ومواصلة تلبية المتطلبات عالية الجودة للصين، فإن إجمالى صادرات 2017/ 2018 قد لا يتراجع بالقدر الذى يتوقعه معظم المحللين".