شرح المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق والخبير البترولى، أسباب عدم انضمام مصر لاتفاق أوبك لخفض الإنتاج، رغم إعلان وزير النفط الكويتى أمس احتمال انضمام مصر لاتفاق خفض الإنتاج من خارج "أوبك"، كما فسر فى تصريحات خاصة دعوة مصر لحضور اجتماعات منظمة أوبك التشاورية بأنه يأتى من واقع وضع مصر الجغرافى وتسهيلاتها.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" فى فيينا غدا، الخميس، لبحث تمديد الاتفاق الذى جرى التوصل إليه فى ديسمبر الماضى، والذى اتفقت بموجبه أوبك و11 من المنتجين المستقلين، ومن بينهم روسيا، على خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا فى النصف الأول من 2017
.
وقال "يوسف"، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن مصر تستطيع مراقبة شحنات النفط من الشرق للغرب، من خلال قناة السويس، وكذا تسهيلات سوميد للشحنات المنقولة من الشرق للغرب، وبالتالى فإن وجود مصر يسمح لها بمراقبة تنفيذ الاتفاق وعدم مخالفة الدول لاتفاقها على تخفيض الإنتاج.
وعن إمكانية انضمام مصر إلى اتفاقية خفض إنتاج النفط من خارج "أوبك"، قال يوسف، "مصر دولة مستوردة للنفط بما يعادل ١٤٠ ألف برميل يومياً، من خلال عقد الكويت بواقع ٧٥ ألف برميل يومياً، وعقد العراق بواقع ٣٣ ألف برميل يومياً، ومن السوق الحر لميدور بواقع ٣٢ ألف برميل يومياً، وأن مصر دولة مستوردة لمشتقات النفط بواقع ٣٥٠ ألف برميل يوميا".
وأضاف، نائب رئيس هيئة البترول السابق، أن إنتاج مصر من النفط يتراوح فى حدود ٦٥٠ ألف برميل يومياً، فيما تصل طاقة معامل التكرير المصرية إلى نحو ٦٨٠ ألف برميل يومياً، وغير مستغلة بالكامل لعدم توافر خامات للتكرير.
وأشار "يوسف" إلى أن ما يتم تصديره من مصر هو حصة الشريك الأجنبى، والأكثر استفادة من ذلك شركة أباتشى الأمريكية و"بى بى" الإنجليزية، وإينى الإيطالية، وفى حال المطالبة بتخفيض الإنتاج، بمعنى خفض الحصة التصديرية لهم، فهذا معناه قيام هيئة البترول بتعويضهم مادياً، وهو أمر يستحيل قبوله نتيجة المديونية المتراكمة لتلك الشركات على الهيئة، والتى تسدد بصعوبة بالغة، موضحاً أن ما يتم تصديره لحساب مصر هو خام خليط غارب عالى الكبريت، ولا يزيد ما يتم تصديره عن ٦٠ ألف برميل يومياً.
وأضاف نائب رئيس هيئة البترول السابق، "كل المعطيات السابقة تشير إلى أن قرار تخفيض الإنتاج يخص الدول المنتجة والمصدرة للنفط وليس الدول المستوردة للنفط، موضحا أن تخفيض الإنتاج الذى تتولاه أوبك ضد مصالح مصر، فمصر لصالحها انخفاض أسعار النفط، وبالتالى أسعار المشتقات البترولية، فبالتالى كيف توافق على تشجيع قرار ليس لصالحها".
ةكان وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتى المهندس عصام المرزوق قال إن مصر من الدول المحتمل انضمامها لاتفاق خفض إنتاج النفط وفقاً لاتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ضمن أربع دول من خارج (أوبك)، إضافة إلى النرويج وتركمانستان، مرجحا عودة إندونيسيا لـ(أوبك) بعد أن خرجت من المنظمة قبل سنوات.
وأكد وزير النفط، فى تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، الثلاثاء، أن انضمام بعض الدول ذات الإنتاج القليل فى الأساس للاتفاق وإن كان غير مؤثر بشكل كبير من ناحية خفض الانتاج إلا أن لها تأثيرا كبيرا نفسيا وسياسيا واقتصاديا على الأسواق، مؤكدا أن اتفاق 24 دولة "لا شك مؤثر بشكل أكبر من أن يكون الاتفاق منغلقا على 11 دولة فقط (عدد دول أوبك"، موضحا أن أكبر الدول المشاركة بخفض الإنتاج فعليا هى السعودية والكويت والإمارات إضافة إلى روسيا.