مع توقع بدء المباحثات حول مسألة إعادة التفاوض باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" فى أغسطس المقبل، عرض عشرات المسؤولين فى قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة وجهات نظرهم على إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
ويباشر مكتب التجارة الأمريكى نقاشات لمدة ثلاثة أيام، تُعرض خلالها وجهات نظر متباينة حول الاتفاقية التى أبرمت قبل 23 عاما، وسينضم منتقدو اتفاقية "نافتا"، وبينهم مجموعات مدافعة عن حقوق العمال، إلى ممثلين عن القطاع الصناعى الذين يدعمون التجارة عبر الحدود فى هذه المباحثات.
ووصف الرئيس دونالد ترامب، "نافتا" بأنها كارثة، لكنه تراجع عن تهديده بانسحاب بلاده منها بعد مباحثات أجراها مع نظيريه من الدولتين الأخريين الموقعتين عليها، كندا والمكسيك، وتركز الإدارة الأمريكية الآن على تحديث الاتفاقية والحصول على أفضل صفقات للشركات الأمريكية، وتسعى لإيجاد سبل لتحقيق ذلك.
وقبل بدء النقاشات، تلقى موقع مكتب التجارة الأمريكى سيلا من أكثر من 12 ألف تعليق، حول عملية إعادة التفاوض التى حركت من جديد حججا سياسية قديمة عن تحرير المبادلات التجارية، وأطلق تحالف مناهض للتجارة قبيل الشروع فى عرض وجهات النظر مجموعة عرائض تدعو لاتفاق أفضل للعمال الأمريكيين، وتطالب "ترامب" بالوفاء بالوعد الذى قطعه خلال حملته بإعادة التفاوض بالاتفاقية.
وقالت روزا دى لاورو، عضو الكونجرس الأمريكى عن الحزب الديموقراطى، فى بيان صادر عنها: "إننا سنستمر إلى جانب الأمريكيين الذين وقعوا هذه العرائض، فى المطالبة بمقاربة جديدة وشاملة للسياسة المتعلقة بالتبادل التجارى فى عهد إدارة ترامب".
وقال العضو الديموقراطى فى الكونجرس عن ولاية "ميشيجن"، ساندى ليفين، إن مستوى معيشة العمال الأمريكيين فى قطاع صناعة السيارات تراجع بسبب المنافسة غير العادلة من المكسيك، متابعا: "إن نظام العمل فى المكسيك مصمم لمنع العمال من الحصول على حقوقهم وعلى رواتب أفضل وشروط عمل أفضل".
من جهته قال رئيس مجلس الحبوب الأمريكى، شيب كاونسل، وهو مزارع من ميريلاند، إن اتفاقية التجارة مهمة جدا لأمثاله، قائلا: "إن الأشهر الأخيرة الماضية أظهرت أهمية الحفاظ على هذه العلاقة المتينة والمستقرة، إذا أردنا الاستمرار فى التطور، فالشركاء التجاريون فى المكسيك قلقون على مستقبل الاتفاقية، وهذا الأمر ينعكس سلبا على مبيعات الذرة والشعير الأمريكية".
وأفاد رئيس مجلس الحبوب الأمريكى، بـ"أدلة متينة غير مؤكدة بعد" تشير إلى أن المزارعين الأمريكيين يستعدون لشراء الذرة من أمريكا الجنوبية فى وقت لاحق من العام 2017 بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية.