شهد عام 2017 عددا من التغيرات الكبيرة فيما يخص الوضع الاقتصادى العالمى، فى ضوء عدد من التحركات السياسية والقرارات المهمة التى اتخذتها دول عديدة، أبرزها استفتاء بريكست لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى.
بدأت التغيرات الاقتصادية التى شهدها العالم فى العام الجارى، بحسب تقرير لموقعcnn money ، بقرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى، أو استفتاء بريكست، هذا القرار الذى لن ينتهى تنفيذه بشكل كامل قبل 2019، ولكن عواقبه بدأت فى الظهور بالفعل منذ إعلان نتيجته، ليؤثر على اقتصاد بريطانيا وأوروبا بشكل سلبى.
وفى تقرير لموقع "CNN" الأمريكى حول الأمر، قال الموقع عن تأثيرات "بريكست" الاقتصادية، إنها تسببت فى خلل كبير شاب أسعار البضائع التى تغيرت بشكل حاد، إضافة إلى اهتزاز ثقة الوضع الاقتصادى، وانخفاض النمو بشكل مؤثر، وتوقف سوق العقارات عن النمو والتقدم.
وأضاف التقرير، أن الوضع الاقتصادى بدأ فى التدهور، وظهر الأمر فى بريطانيا ببطء، إذ فوجئ المستهلكون بانخفاض حاد فى سعر الجنيه الاسترلينى، ولكنهم احتفظوا بعاداتهم الاستهلاكية فى الشراء، لأنهم لم يلحظوا فى البداية أى تأثر، ولكن مع الوقت بدأت النتائج فى الظهور، وارتفعت أسعار السلع المستوردة وزاد التضخم بنهاية العام مسجلا%3.1 .
وتابع التقرير تناوله للأوضاع، مؤكدا أن درجة البيع والشراء داخل المحلات والتعامل بـ"الكاش" تأثرت بالأمر، منخفضة بنسبة 3.5% عن العام الماضى، وتوقعت شركة "فيزا" العالمية انخفاض الإنفاق فى الأعياد للمرة الأولى منذ 2012، كما تأثر العاملون فى صناعة السيارات، وكان 2017 سيئا للغاية بالنسبة لهم، فعدد السيارات المصنعة انخفض فى بريطانيا بنسبة 4.6%عن العام الماضى، ومبيعات السيارات الجديدة تراجعت بنسبة 11.2%.
ورغم أن معدل البطالة ظل منخفضا، لكن سوق العمالة ما زالت تعانى، ففقد أكثر من 65 ألفا من العاملين بقطاع التجزئة وظائفهم منذ إعلان نتائج استفتاء بريكست، وعلى الجانب الآخر قالت مديرة صندوق النقد الدولى فى تصريحات صحفية نشرتها "رويترز"، إن الشركات تؤخر الاستثمارات حتى تتضح الرؤية أكثر فيما يتعلق بقواعد التجارة فى المستقبل، داعية بريطانيا والاتحاد الأوروبى إلى التوصل لاتفاق بشأن الترتيبات الانتقالية بحلول مارس 2019.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولى، إن الاقتصاد البريطانى من المنتظر أن ينمو بنسبة 1.5% فى 2018، بما يتوافق مع التوقعات السابقة، بعد أن يحقق نموا يبلغ 1.6% فى 2017، وهو معدل أقل من كثير من الاقتصادات المتقدمة، واستندت توقعات 2018 إلى افتراض أن مفاوضات الانفصال ستواصل إحراز تقدم.